فخرجت بعض الأفراد - السمك والجراد -
من عموم الحكم بحرمة المَيتة في الآية الكريمة بدلالة الحديث الشريف, فالمراد
بالميتتين، السمك والجراد, أي تحل مَيتة السمك والجراد، يعنى من غير التذكية
المعهودة، وإن كان لكل واحد تذكية مخصوصة, وأما الدمان: فالمراد بهما الكبد والدم
المتخلف في الذبيحة «وهو الدم الذي يبقى في خلل اللحم بعد الذبح وما يبقى منه في
العروق»([1413]).
وبالجمع الدلالي بين مفاد الحديث
الشريف والنصّ القرآني يمكن أن يستكشف المراد من الإخبار الذي يرد في بعض الآيات,
إذ لا يمكن أن يجزم المفسر بمفاده إلا بتوجيه دلالة الحديث الشريف الذي لم يكن
ناظراً لتفسير الآية عند إطلاقه, لكن المفسر يستثمر دلالته موظفاً إياها في
العملية التفسيرية, كما في تفسير قوله تعالى:
أفيد مما روي عن الرسول الأكرم صلى
الله عليه وآله وسلم أنه قال: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وإمامكم منكم»([1415])؟
إن المراد به: إني قابضك برفعك من الأرض إلى السماء من غير وفاة بموت، وقابضك
بالموت بعد نزولك من السماء([1416]).
وذلك بعد توجيه دلالة الحديث بأن
عيسى عليه السلام لم يمت وإنه
[1411]- ابن ماجة-سنن ابن ماجة:2 /1102وفيه:
أحلت وابن أبي جمهور- عوالي اللئالي: 1/239.