responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 301
في التفسير, فالغرابة في لفظ الحديث «عبارة عما وقع في متون الأحاديث من الألفاظ الغامضة البعيدة عن الفهم لقلة استعمالها»([1381]), فالحديث الغريب لفظاً: هو الحديث الذي اشتمل متنه على كلمة أو أكثر مما عدّ غريباً عند أهل اللغة, «وهو من المهمات المتعلقة بفهم الحديث والعلم والعمل به, لا بمعرفة صناعة الإسناد وما يتعلق به»([1382]), فينبغي التأمل في اللفظة الغريبة قبل الحكم بمراد الحديث المطلوب الإفادة منه في التفسير, وعدم إنكار اللفظة أو التسرع في الحكم على معنى معين؛ إذ أن الغرابة قد تنشأ من تفاوت الاستعمال بين زمن إطلاقها والزمن المتأخر عنه([1383]), أو نتيجة لتغاير المُخاطَبين إذ أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم, كان يخاطب العرب بحسب لهجاتهم في بعض المناسبات, أو لعل الغرابة كان جراء ما يكتنف إطلاقها من ظروف استدعت استعمالها في غير ما وضعت له نحو دواعي التعريض والكناية والمجاز, فالتدقيق في ذلك لاستكشاف استعمالات تلك اللفظة زمن إطلاقها, والوقوف على مناسبة الحديث, ومعرفة لهجات المخاطبين ودراسة ظروف الخطاب, للوقوف على المعنى المراد, كي يصح توظيف الحديث في العملية التفسيرية. فمن ذلك لفظة خبنة التي جاءت في الحديث الشريف «من دخل حائطاً فليأكل ولا يتخذ خبنة»([1384]), حيث أفاد المفسرون حد أكل المضطر, في تفسير قوله تعالى:

فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ([1385]).

وذلك بعد استيضاح معنى لفظة الخبنة وهي «ما تحمله في حضنك»([1386]), «يقال أخبن الرجل إذا خبأ شيئا في خبنة ثوبه أو سراويله»([1387]), قال القرطبي (ت671هـ): «يقال منه: خبنت أخبن خبناً. قال أبو عبيد: وإنما يوجه هذا الحديث أنه رخص فيه للجائع المضطر الذي لا شيء معه يشتري به ألا يحمل إلا ما كان في بطنه قدر قوته»([1388]).


[1381]-ابن الصلاح-مقدمة ابن الصلاح:164.

[1382]-أحمد محمد شاكر-الباعث الحثيث: 167.

[1383]- ينظر: الصنعاني-توضيح الأفكار: 2/235.

[1384]- الترمذي - سنن الترمذي: 2 / 377.

[1385]-سورة البقرة: 173.

[1386]- الجوهري - الصحاح: 5 / 2107.

[1387]- ابن الأثير - النهاية في غريب الحديث: 2 / 9.

[1388]- القرطبي - تفسير القرطبي: 2 /227.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست