وكذا روايات أسباب النزول التي تفيد
بعض تطبيقات الوقائع والنصوص القرآنية على أفرادها أو مصاديقها أو الإفادة من
ظروفها الزمانية والمكانية, فمن ذلك ما أفيد من سبب نزول قوله تعالى:
حيث يفاد أنها نزلت في أمير المؤمنين
علي ابن أبي طالب عليه السلام , لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه
قال بحقه يوم خيبر: «لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله
ويحبه الله ورسوله»([1344]),
وأشار الرازي إلى هذا في جملة ما يوجّه به سبب النزول, قائلاً: «أنه عليه السلام
لما دفع الراية إلى علي عليه السلام يوم خيبر قال: لأدفعن الراية غدا إلى
رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وهذا هو الصفة المذكورة في الآية»([1345]),
فأمكن الإفادة من هذا الحديث وجهاً تفسيرياً ينفع في تطبيق الآية على مصداقها, مع
النظر إلى ظرف النزول وما إلى ذلك مما يعين المفسر على استكشاف المراد, وهذا الحديث
انطبقت عليه موازين الصحة, إذ روي في معتمدات المجامع الحديثية عند المسلمين
عموماً.
وكذا الروايات التاريخية, كما في
تفسير أم القرى من قوله تعالى:
إذ
فسرت بمكة بالإفادة مما روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «دحيت
الأرض من مكة ولذلك سميت أم القرى», وهذا الحديث نسبه الطوسي([1347]) (ت460هـ)
إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من
[1342] -ينظر:محمد حسين علي الصغير- الصورة الفنية
في المثل القرآني: 56.