نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 278
فإن حصل البيان صار المجمل مبيَناً, ولذلك قد يطلق
المبين - بالفتح - «ويراد به ما كان من الخطاب المبتدأ المستغنى بنفسه عن بيان وقد
يراد به ما كان محتاجاً إلى البيان وقد ورد عليه بيانه»([1256]).
والمبيّن لغة: من الانكشاف والوضوح,
فالبيان: ما يتبين به الشيء من الدلالة وغيرها([1257]),
وبان الشيء وأبان إذا اتضح وانكشف. وفلان أبين من فلان. أي أوضح كلاماً منه([1258]).
ويقال: بأنّ الحق يبين بياناً، فهو بائن، وأبان يبين إبانة، فهو مبين، بمعناه([1259]).
والمبين
اصطلاحاً: فالمبين - بالكسر - ويطلق عليه البيان, وهو الذي يرد على المجل ليوضح
دلالته ويكشفها, ويخرجه من حيز الإجمال إلى حيز الانجلاء, وعبِّر عنه بأنه: «أمر
يتعلق بالتعريف والإعلام، وإنما يحصل الإعلام بدليل... إذ يقال لمن دل غيره على
الشيء بينه له»([1260]),
أو هو «عبارة عما به تحصل المعرفة فيما يحتاج إلى المعرفة»([1261]),
فهو ما يمكن أن يضم إلى مجمل بعينه ليبيّن وجهه, فيكوّنا دلالة واحدة واضحة على
المقصود تتم الحجة بها, إذ باقترانهما يفهم مراد المتكلم.
وقد يقع البيان بالقول أو مفهوم
القول أو الفعل أو الإقرار أو الإشارة والكتابة([1262]),
وغيرها مما يفيد اليقين أو القطع أو الظن بالمراد, وإلحاق ما يفيد الظن بالبيان من
حيث أنه يفيد العلم بوجوب العمل بما تحصّل بانضمامه للمجمل, من الدلالة والبيان
الكاشف عن المراد قطعاً([1263]).
إذ أن
نتيجة تبين المراد من انضمام البيان إلى المجمل يصلح أن يكون دليلاً, وعلى ذلك فهو
يعم ما يقال له دليل كان مفيداً للقطع أو الظن وسواء أكان عقلياً أم حسياً أم
شرعياً أم عرفياً أم قولاً أم سكوتاً أم فعلاً أم ترك فعل إلى غير ذلك([1264]).