فالتقييد والتخصيص هما من الدلالات
الرمزية اللغوية التي تواكب التطور الإنساني تبعاً لحاجته الاستعمالية للألفاظ
وعلاقتها بالمعاني, والقرآن الكريم خطاب إلهي للإنسان على موجب ما يفهمه من
الدلالة الرمزية للغة, فوظف القرآن الكريم هذه الدلالات لإيصال المعنى المراد بوساطة
الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم , إلى جميع الناس.
والمطلق
لغة: «الطاء واللام
والقاف أصل صحيح مطرد واحد وهو يدل على التخلية والإرسال يقال انطلق الرجل ينطلق
انطلاقا ثم ترجع الفروع إليه»([1163]), فالإرسال للدلالة على
انعدام القيد عما يمكن أن يقيد, والتخلية للدلالة على رفع الموانع, يقال أطلق الناقة
من عقالها أي: لا عقال عليها, وأطلقه، فهو مطلق وطليق: سرحه([1164]).
والمطلق اصطلاحاً: لا يبتعد عن المنشأ اللغوي, وإن تغيرت الصياغة لتصبح الدلالة أخص,
وتعريفه كسائر تعريفات المصطلحات من قبيل شرح الاسم، وهو مما يجوز أن لا يكون
بمطرد ولا بمنعكس([1165]).
فعُرّف بتعريفات، منها أنه: «اللفظ الدال على مدلول شائع في جنسه»([1166]),
أو أنه: «ما دلّ على شايع في جنسه، بمعنى كونه حصة محتملة لحصص كثيرة»([1167]),
أو هو «الدال على الماهية بلا قيد»([1168]).
و«المراد بالمطلق في القرآن الكريم, هو اللفظ الذي لا يقيّده قيد, ولا تمنعه حدود,
ولا تحتجزه شروط, فهو جارٍ على إطلاقه»([1169]).
وهو يؤدّي تارة بلفظ مفرد ماهية شائعة في جنسها, مشتركة بين أنواع عديدة بحيث يصلح
لأن يفهم منه ما تنطبق عليه تلك الطبيعة أو الماهية, مثل الرقبة حيث
أنه قابل للانطباق على
[1162] - ينظر: محمد رضا المظفر - أصول الفقه: 1
/42-44..