نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 251
حملت الصفة
على مقتضى الحس, فتفسر: استوى على العرش بذاته، وهو أن المستوي على
الشيء إنما تستوي عليه ذاته، فالاستواء مماسته وصفة لذاته، والمراد به القعود([1085]).
3 - تثبت تلاوتها وتأول([1086]).
فيقال: استوى لطفه وتدبيره إذ أن الاستواء بمعنى الجلوس على الشيء لا
يجوز عليه تعالى، لأن الجلوس من صفة الأجسام، ويلزم منه الحلول والتناهي, والأجسام
كلها محدثة([1087]).
ومن قال بتفسير الاستواء احتمل فيه:
الاستقرار والتمكن([1088]),
أو قصد الشيء والإقبال إليه([1089]),
أو الاستيلاء([1090]),
أو الاعتدال([1091]),
أو المساواة في النسبة([1092]).
وتفسير
الاستواء بالاستقرار, لا يصح إذ يستلزم المكانية وهي محال بحقه سبحانه, وكذا
الكلام إذا قصد به الإقبال الحسي الجهوي, إلا إذا إريد به الإقبال المعنوي فهو
ممكن, أما من فسر الاستواء بالاستيلاء بمعنى السلطنة والتدبير, فهو ممكن في هذه
الآية,. أما الاعتدال فإن كان معنى كنائياً عن نفي النقص عنه تعالى, فله وجه في
التأويل.
وهناك معنى
آخر للاستواء يليق بتفسيره في هذه الآية, وهو التساوي في النسبة, بمعنى استوت
نسبته تعالى إلى كل مخلوقاته بالعلم والإحاطة... وهذا التفسير تشير إليه الروايات
عن أهل البيت عليهم السلام , روى الكليني بسنده عن «عبد الرحمن بن الحجاج قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى: الرحمن على العرش
استوى فقال: استوى في كل شيء فليس شيء أقرب إليه من شيء، لم يبعد منه بعيد،
ولم
[1085] - ينظر:ابن الجوزي- دفع شبه التشبيه: 123 -
128.