نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 252
يقرب منه
قريب، استوى في كل شيء»([1093]),
فنفي أقربية شيء من الأشياء يستلزم نفي أبعدية شيء من الأشياء أيضاً، فيلزم من ذلك
تساوي جميع الأشياء بالنسبة إليه, لأن نفي البعد عن البعيد والقرب عن القريب نفي
البعيد والقريب، ضرورة أنه لو كان هناك قريب وبعيد لم يكن البعد والقرب منفيين([1094]),
فأفادت الأخبار عن المعصوم أن في الآية دلالة على نفي المكان عنه سبحانه، وفيها
إشارة إلى معيته القيومية، واتصاله المعنوي بكل شيء على السواء، على الوجه الذي لا
ينافي أحديته وقدس جلاله، وإلى إفاضة رحمته العامة على الجميع على نسبة واحدة،
وإحاطة علمه بالكل بنحو واحد، وقربه من كل شئ على نهج سواء. وأما اختلاف المقربين
كالأنبياء والأولياء مع المبعدين كالشياطين والكفار في القرب والبعد، فليس ذلك من
قبله سبحانه، بل من جهة تفاوت أرواحهم في ذواتها([1095]).
ويؤيد ذلك ورود الاستواء بمعنى
التساوي في القرآن الكريم, كما في قوله تعالى:
لا
يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ([1096]).
وقوله تعالى:
قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ([1097]).
هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ([1099]).
فلا شك أن المفسر لو أنعم النظر في
كلام المعصوم الموافق للقرآن الكريم, واللغة وضروريات العقيدة عند المسلمين, لاتضح
له بيان هذا التشابه, باتباع الأسس الضابطة لعملية التفسير, واستجلاء الوجه
التفسيري