responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 242
أن الأمر للندب أو للوجوب, لكنه نسخ بقوله تعالى: أَأَشْفَقْتُمْ...ولم يعمل بها على المشهور غيره كرم الله تعالى وجهه [يعني علياً عليه السلام]، أخرج الحاكم وصححه, وابن المنذر, وعبد بن حميد, وغيرهم عنه كرم الله تعالى وجهه أنه قال: إن في كتاب الله تعالى لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي آية النجوى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ..الخ, كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم فكنت كلما ناجيت النبي صلى الله عليه وسلم قدمت بين يدي نجواي درهماً, ثم نسخت فلم يعمل بها أحد، فنزلت أَأَشْفَقْتُمْ»([1045]).

ومما يتصور من وجوه الحكمة في نزول الآية ونسخها, أن النزول كان من باب التأديب أو الردع عن إيذاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم , وكذا الامتحان لبيان قوة الإيمان وضعفه ليعرف كل امرئ قدر نفسه, وبيان أهمية مواساة الفقراء.

ولا ريب في أن الإعراض عن المناجاة يفوت كثيراً من المنافع والمصالح العامة من معرفة الأحكام وغيرها مما يعرف من طريق الشارع. فمن وجوه الحكمة في رفع الحكم هو حفظ تلك المنافع فرفع الله عنهم وجوب الصدقة بين يدي المناجاة تقديماً لتلك المصلحة المهمّة، وأمرهم بالتأكيد على الالتزام بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وإطاعة الله ورسوله, فهو باب للتقرب إلى الله ورسوله, وفيه تنبيه على أن التقرب إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم , ليس ضابطه مناجاة الرسول الصورية فقط والتي كشف الله النقاب عنها بآية النجوى, وإنما بالالتزام بأركان الدين ثم لتكن المناجاة عن حاجة حقيقية بنية خالصة, هو الذي يرقى بالإنسان إلى مدارج الكمال.

فلقد انتظمت آية النجوى «مجابهة للفضوليين, الذين كانوا يأخذون عليه راحته, ويزاحمونه وهو في رحاب بيته, بين أفراد عائلته وزوجاته, فينادونه باسمه المجرد, ويطلبون لقاءه دون موعد مسبق, بما عبر عنه


[1045] - تفسير الآلوسي: 28/ 30 وينظر: الطبري- جامع البيان: 28/ 30 والثعلبي - تفسير الثعلبي: 9/261 -262 وابن حزم- الناسخ والمنسوخ: 59 والطوسي- التبيان: 9 / 551 والزمخشري- الكشاف: 4/ 76 والطبرسي- مجمع البيان: 9 / 419 والثعالبي - تفسير الثعالبي: 5/ 403 والشوكاني - فتح القدير: 5/ 191 وأبو القاسم الخوئي- البيان في تفسير القرآن: 373 ومحمد حسين الطباطبائي- الميزان في تفسير القرآن: 19/ 189.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست