«أي مكشوفة
مضيئة، فالأسفار الكشف عن ضياء»([84]),
فالوجه المسفر هو المشرق المضيء, فكأن وجه المؤمن مضيء, لانكشاف أعماله الحسنة
التي جعلها الله تعالى ضياءً نوّر به وجهه.
7 - الانقشاع
والكشط, ومنه:
«سفرت
الحرب: ولت»([85]),
وهو بمعنىانكشاف غمتها وانقشاعها, ومنه أيضاً: «سفَرَت الرِّيحُ الغَيْمَ
عن وجهِ السماء إذا كَشَطَتْه»([86]),
فانكشط الغيم وارتفع عن وجه السماء, بعد أن كان قد غشيه([87]).
8 - البياض
والوضح, ومنه:
«قيل لِما
سقَط من وَرَق العُشْب سفِير لأنّ الريح تَسفِره وقال ذو الرّمّة([88]):
وحائل من سَفِير الحَوْل جائِلُهُ... حَوْلَ الجَراثِيم في ألوانِهِ شَهَبٌ([89]).
يعني الورق تغيّر لونُه فحالَ وابيَضّ بعد ما كانَ أخضَرَ»([90]),
فكأن البياض والوضح الذي أصاب الورق استدعى تسميته سفيراً, لكشفه لونه.
9 - التوهج والاتقاد, ومنه:
(سفر النار
تسفيراً: ألهبها وأوقدها)([91]),
وهو داخل في معنى الإظهار والكشف.
ويلحظ البحث في ما تقدم من هذه
النماذج التي نقلها أساطين اللغة وغيرهم, من استعمالات مادة فسر ومقلوبها,
كدلالتها على: البيان أو التبيين والمائع الذي ينظر فيه الطبيب, وركض الدابة
لينطلق حصرها, وتعرية الدابة, والإزالة المعنوية والحسية والتفريق, والإبداء
والبروز, وحكاية المستور, والبسط والإضاءة والإشراق, والانقشاع والكشط, والبياض