فالنسخ من أبرز الموضوعات الخاصة بأسس التفسير التي يوظفها المفسر إبّان عمله التفسيري, فلا يسع جهله لمن شرع إلى التفسير([1026]), فهو باب واسع ذو أهمية كبرى لما له من الدخل في بيان المراد بعد التأمل في معنى آيتين متعلق بموضوع واحد وحكم مختلف, وتتمثل هذه الأسس بجملة من الضوابط, فمنها:

1 - التثبت من حد النسخ وتعريفه لئلا يختلط بالتخصيص والتقييد([1027]).

2 - وجود التنافي بين لساني النصين ليقال بالنسخ, بحيث لا يمكن العمل بهما جميعاً([1028]).

3 - معرفة تاريخ نزول الآيات لمعرفة المتقدم والمتاخر من النصين([1029]).

4 - النظر إلى إمكان تعلق مفاد آية بأمد تنتهي به، بغض النظر عن النص اللاحق. فأن هذا اللاحق والحال هذه لا يكون من النسخ في شيء([1030]).

5 - ليس لخبر الواحد صلاحية نسخ ما دليله القرآن, إذ ليس لما يقتضى الظن نسخ دلالة النص القرآني([1031]).

6 - إذا كان احتمال النسخ مبتنياً على مفادين تفسيرين مختلفين, حيث لا يمكن معها الجمع الدلالي بين الآيتين, فلابد أن يكون طريقة التفسير الذي يبتني عليه النسخ، وثبت به الناسخ مثل طريقة التفسير الذي ثبت به تفسير

[1026] - ينظر: الثعلبي - تفسير الثعلبي:1 / 254.

[1027] -ينظر: ابن حزم- الإحكام:4 /438 والسرخسي-أصول السرخسي:2/ 35 والغزالي - المستصفى: 86/ 87 والطوسي- عدة الأصول:1/ 339 وابن كثير-تفسير ابن كثير:1/154.

[1028] - ينظر: الطبرسي-مجمع البيان:1 /493 والراوندي-فقه القرآن:2/306وابن الجوزي-نواسخ القرآن: 23و193وأبو القاسم الخوئي-البيان في تفسير القرآن:286و محمد باقر الحكيم-علوم القرآن: 206.

[1029] -ينظر: ابن جزي- التسهيل لعلوم التنزيل: 1/7 والسرخسي-أصول السرخسي: 2 / 13 وحسن بن على أصغر البجنوردي - منتهى الأصول: 1/ 261.

[1030] - ينظر: الراوندي- فقه القرآن ج2/133-134 وابن حزم - الناسخ والمنسوخ: 7 - 8.

[1031] - ينظر: الشيرازي- اللمع::173 وابن الجوزي - نواسخ القرآن:27 وأبو القاسم الخوئي - البيان في تفسير القرآن: 206 ومحمد باقر الحكيم - علوم القرآن:213.