نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 233
القرآن, بالعلوم والمعارف التي تعرف من القرآن في
نصوصه ومن أعماقه ليس غير. فهو يرى أن مصطلح علوم القرآنلا ينطبق إلا
على العلوم التي تستنبط من صميم النص القرآني وحده, لا التي تدور حوله, بل التي
تستخرج من داخله فحسب, وما تعلق به خارجياً وفي ضوئه ومن محوره في وحي القرآن,
ونزول القرآن, وقراءات القرآن, وشكل القرآن, وتدوين القرآن, وكتابة القرآن ورسمه,
وسلامة القرآن من التحريف, كلها من تاريخ القرآن لا من علوم القرآن, وبذلك يفرق
بين النص داخلياً, وبين ما يبحث في إطاره خارجياً, وبذلك يمكن فرز علوم القرآن من
العلوم التي تسخر لفهم القرآن, أو التي توظف لمعرفة ما يدور في فلك القرآن وهي
ليست من علومه([1001]).
أما علوم القرآن في تأسيسها المنهجي
فهي على صنفين من التقسيم, قد لا يتنبه لها الباحث إلا بعد طول تأمل وتفكير, وهما:
1 - المصطلحات الرئيسة لعلوم القرآن.
2 - الفنون
الموضوعية في علوم القرآن.
إلا أن
بعض العلماء قد توسّع فجعل من القرآن ميداناً يتسع للفلسفة والصناعة والطب والفلك
والنجوم والهيئة وخلايا الجسم وأصول الصناعات جاعلاً القرآن الكريم مستوفياً بآياته
لهذه الحيثيات, بل منهم من تجاوزها إلى العيافة والكهانة والضرب بالحصى والسحر
والشعبذة, وما إلى ذلك مما حرمه الإسلام وعارضه القرآن([1002]).
فمن هذه
العلوم ما لا يمكن عدّه من علوم القرآن, ومنها لا يَجمُل عدُّه منها، لأن هناك
فرقاً كبيراً بين الشيء الذي يحث القرآن على تعلمه في عمومياته أو خصوصياته, وبين
العلم الذي يدل القرآن على مسائلة أو يرشد إلى أحكامه([1003]).
وعلى ذلك فعلوم القرآن بمعناه التركيبي يشمل سائر العلوم التي توظف لفهم المراد,
والعلوم التي يستبطنها القرآن مما لا يمنع الدين من إضافتها للقرآن.ولا شك أن علوم
القرآن كانت محفوظة في صدور المسلمين قبل التدوين. وأول من حاز قصب السبق في هذا
المضمار الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فقد كان أول من جمع
القرآن
[1001] - مقابلة
شخصية مع استاذنا الدكتور محمد حسين علي الصغير في 23/رمضان/1429هـ.
[1002] - ينظر: محمد حسين علي الصغير-تاريخ
القرآن:113.
[1003] - ينظر: مجموعة من الباحثين- محور علوم
القرآن -علوم القرآن التعريف والنشأة:1.
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 233