responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 217
وأجاب عليه موضحاً بأن: «المثل قسمان منه ما حصلت فيه المشابهة بين ما هو المقصود من الجملتين وإن لم تحصل المشابهة بين أجزاء الجملتين، وهذا هو المسمى بالتشبيه المركب، ومنه ما حصلت المشابهة فيه بين المقصود من الجملتين، وبين أجزاء كل واحدة منهما»([937]), فإذا جعلنا هذا المثل من التشبيه المركب زال السؤال, إذ هو من «التشبيه بين شيئين وشيئين، وترك من كل منهما ما دل عليه الكلام، وهذه غاية الإيجاز والبلاغة»([938]).

وإن كان مما حصلت المشابهة فيه بين المقصود من الجملتين، وبين أجزاء كل واحدة منهما ففيه وجوه:

الأول: أن يكون التقدير: مثل الكفر في إهلاك ما ينفقون، كمثل الريح المهلكة للحرث.

الثاني: «أن يقدر كمثل مهلك ريح وهو الحرث»([939]).

الثالث: لعل الإشارة في قوله تعالى: مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ إلى ما أنفقوا في إيذاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جمع العساكر عليه، وكان هذا الإنفاق مهلكاً لجميع ما أتوا به من أعمال الخير والبر السابقة لما أنفقوا في سبيل الإيذاء, وحينئذ يستقيم التشبيه من غير حاجة إلى إضمار وتقديم وتأخير، ويكون التقدير: مثل ما ينفقون في كونه مبطلاً لما أتوا به قبل ذلك من أعمال البر كمثل ريح فيها صر في كونها مبطلة للحرث، فإن إنفاقهم في إيذاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من أعظم أنواع الكفر ومن أشدها تأثيراً في إبطال آثار أعمال البر([940]).

الرابع: إن مثل ما أنفقوه في عداوة الرسول وضاع عنهم - إذ لم يبلغوا بإنفاقه مقاصدهم - كمثل الحرث المهلك([941]).

وهناك نكتة أخرى وهي أن المشبه به وهو الصر إما البرد والبرد الشديد([942]), أو السموم الحارة والنار([943]), «فالمقصود من التشبيه حاصل، لأنه


[937] -المصدر نفسه.

[938] - الثعالبي -تفسير الثعالبي: 2 / 96.

[939] - البيضاوي - تفسير البيضاوي: 2 / 82.

[940] - ينظر:تفسير الرازي:8 / 207.

[941] - ينظر: الطبرسي - جوامع الجامع: 1 / 319.

[942] - ينظر:الطبري- جامع البيان: 4/78 والطوسي-التبيان: 2/569.

[943] - ينظر:الثعلبي-تفسير الثعلبي: 3/133والبغوي-تفسير البغوي: 1/344.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست