responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 218
سواء كان برداً مهلكاً أو حراً محرقاً فإنه يصير مبطلاً للحرث والزرع فيصح التشبيه به»([944]).

وهذا وشبهه من بيان الدقائق التفسيرية استند إلى ما لابد للمفسر من الإحاطة به من الكليات المنبثقة من تقصي أركان التشبيه الذي يحمل مجموعات العلاقات الفنية بين أركان التشبيه التي سخّرها النصّ القرآني الكريم وإبداء الصورة المشبه بها محسوسة متعارفة عند ضم هذه الأركان بعضها للبعض الآخر, بما انتظمته من قدرة إلهية في الإبداع للتشبيه في تكييف الصورة([945]), لتوظف هذه الكليات لتحكم العملية التفسيرية وتسير بالأداء التفسيري للنص القرآني على أسس منهجية تفضي إلى استكشاف المراد وتتبع المعاني الجليلة التي يحملها الخطاب القرآني المعجز.

الاستعارة

الاستعارة شعبة من فنون البلاغة, إذ هو فنّ قولي يُشيع بالنص اللفظي الجامد روح السيرورة بالتعبير والمرونة في الاستعمال, إذ يتجلى بالاستعارة إعطاء صفة الفعل لمن لا يفعل, وإضفاء صفة من يعقل إلى ما لا يعقل, ومزية من يعمل إلى ما لا يعمل, ويتمثل بالاستعارة تهويل الأمر, ودقة المبالغة, وشدة الوقع, بما تضيفه من دلالات بيانية تفوق المفهوم الحقيقي للكلمات في أصل اللغة, بما لها من قدرة على تقريب الوصف, ومراعاة المناسبة, ولمح الصلة بين الأصل والنقل الاستعاري, فقد تجمع الاستعارة بين المتخالفين, وتوفق بين الأضداد, وتكشف عن إيحائية جديدة في التعبير, لا تتأتى للسامع في الاستعمال الحقيقي, لتضمنها «ادعاء معنى الحقيقة في الشيء, للمبالغة في التشبيه»([946]), وهي من أبرز صور البيان العربي التي كشف عنها القرآن الكريم في كثير من مواطنه([947]).

والاستعارة في اللغة: من التعاور والاعتوار, وهو: أن يكون هذا


[944] - الرازي- تفسير الرازي:8 / 208.

[945] - ينظر: محمد حسين علي الصغير- أصول البيان العربي في ضوء القرآن الكريم: 78.

[946] - الحموي- خزانة الأدب: 1/254.

[947] - ينظر: محمد حسين علي الصغير- أصول البيان العربي في ضوء القرآن الكريم: 116-119.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست