نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 216
فللتشبيه أركان أربعة: المشبه, والمشبه به, وأداة التشبيه, ووجه الشبه,
ولابد للمفسر من ملاحظتها ومجالات توظيفها, مراعياً اعتبارات أقسامه, كالتشبيه
الحسي، والعقلي، والمختلف، والخيالي، والوهمي, والوجداني, وما هو مفرد وما هو
مركب, وملاحظة تعدد المشبه والمشبه به, إلى غير ذلك من الاعتبارات التي جاء على
ذكرها أئمة البلاغة والبيان([933]),
وما أفيد منها من القواعد الهامة في التشبيه المستعمل في القرآن الكريم, والتي
تناثرت في المصنفات التفسيرية وأشار إلى جملة وافرة منها أرباب مصنفات علوم القرآن([934]).
وأولى المفسرون تلك الأسس المفادة من
مباحث البلاغة وما نبه عليه أساطين التأسيس لعلم التفسير, اهتماماً واضحاً في تتبع
الدقائق التي تترتب على التشبيه, لكشف النكات البيانية في النص القرآني وبيان
المراد.
فقد شبّه بين
إنفاق الكفار من جهة, وإهلاك الزرع بالريح التي تحمل الصر, فبيّن تعالى أن أموال
الكفار لا تغني عنهم شيئاً، بصورة بلاغية موجزة, إذ أن الكفار ربما أنفقوا أموالهم
في وجوه الخيرات، فيخطر ببال الإنسان أنهم ينتفعون بذلك، فأزال الله تعالى بهذه
الآية تلك الشبهة، فأخبر جلّ وعلا أنهم لا ينتفعون بتلك الإنفاقات، وإن كانوا قد
قصدوا بها وجه الله.
فقوله عزّ
من قائل: مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ: المثل الشبه الذي يصير كالعلم لكثرة
استعماله فيما يشبه به وحاصل الكلام أن كفرهم يبطل ثواب نفقتهم، كما أن الريح
الباردة تهلك الزرع.
قال الرازي (ت606هـ):
«فعلى هذا التقدير مثل إنفاقهم هو الحرث الذي هلك، فكيف شبه الإنفاق بالريح
الباردة المهلكة»([936]).
[933] -ينظر: الجرجاني- أسرار البلاغة: 1/87
والسكاكي- مفتاح العلوم: 1/149-178والقزويني- الإيضاح في علوم البلاغة: 1/208-249
والتفتازاني-مختصر المعاني: 187-213.