responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 215
ولم يظهر فرق واضح عند أهل اللغة بين الشبه والمثل, إلا مثل ما يستشعر من كلام أبي هلال العسكري (ت395هـ) من أن المشابهة تكون في المحسوسات, بخلاف المماثلة, حيث قال: «إن الشبه يستعمل فيما يشاهد فيقال السواد شبه السواد, ولا يقال القدرة كما يقال مثلها»([928]).

أما علماء البلاغة فبما أنهم أهل هذا الاصطلاح, فعرفوا التشبيه اصطلاحاً, بتعريفات عديدة, محاولة منهم لوضع حدّ فاصل, يسوّر أفراده ويجمعها, ويمنع الأغيار من الدخول في حضيرة مصاديقه, وكانت هذه التعريفات تدور في فلك واحد, خلاصته أن التشبيه نوع مشاركة في أمر ما, أو أمور بأمر آخر, في صفة واحدة, أو صفات متعددة. ولعل أرصنها, ما أجمله السكاكي بقوله: «إن التشبيه مستدع طرفين, مشبهاً ومشبهاً به, واشتراكاً بينهما في وجه, وافتراقاً في آخر, أن يشتركا في الحقيقة ويختلفا في الصفة, أو بالعكس»([929]).

والالتجاء إلى التشبيه لأجل إيصال المراد إلى المخاطب بعبارة أبلغ وأخصر, وصورة أجلى وأبين مما هي عليه, فالتشبيه صورة تحسّن الشكل وتوضح الفكرة, وتدفع بالصورة إلى ذهن السامع لتصور وجه الشبه بين المشبه والمشبه به, فتحصر تفكيره وتضعه أمام الصورة وتدبرها, إذ أن «الغرض منه وهو تأنيس النفس بإخراجها من خفي إلى جلي، وإدنائه البعيد من القريب، ليفيد بياناً»([930]), فالتشبيه يفيد الكشف عن المعنى المقصود مع الاختصار، فالتعبير بـ: زيد أسد، عن حال زيد، وأنه متصف بقوة البطش والشجاعة وغير ذلك، أبين وأبلغ وأخصر من عبارة: زيد شهم شجاع قوي البطش([931]). فلابد للمفسر من التأمل في نكات التشبيه لملاحظة نوع العلاقة بين المشبه والمشبه به, كما في العلاقة بين المثال بالتشبيه للشجاع بالأسد, فالملحوظ الصفة المشهورة في الأسد - الشجاعة - وهي التي أخذت في التشبيه, ولم تلحظ الصفات الأُخَر كالافتراس أو المشي على الأربع أو الصفات الخفية كالبخر([932]).


[928] -ينظر: الفروق اللغوية:294.

[929] -مفتاح العلوم: 177وينظر: محمد حسين علي الصغير- أصول البيان العربي: 75-78.

[930] -الزركشي-البرهان: 3/414.

[931] -ينظر: المصدر نفسه.

[932] -ينظر: الغزالي - المستصفى:14و186 والآمدي - الإحكام:1 / 28.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست