نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 214
فهو هنا على سبيل المجاز، لأن المشتري في الحقيقة هو
الذي يشتري مالاً يملك والله تعالى مالك أنفسنا وأموالنا، فسماه شراء, فأجرى لفظه
مجرى ما لا يملكه, استدعاء للثواب وترغيباً فيه([921]).
فلما جاز
اللفظ معناه الذي وضع له واستحال الالتزام ببقائه على وضعه الأول, عُدِلَ إلى معنى
آخر يحتمله المقام, وانتفى حينئذ عَنْ مُسَمَّيَاتِهِ فَهُوَ مَجَازٌ([922]).
ثم أن
لاستعمال المجاز فائدة بلاغية, إذ «أن المجاز أبداً أبلغ من الحقيقة»([923]),
فتنزيل العبد منزلة المالك والتعبير عن بذله بالقرض, تعظيماً, ولأن القرض يبدل
بالجزاء, ولأنّ جزاءه يكون بعد حين في الدنيا أو في الآخرة أو في كليهما, ولتأكيد
استحقاق الثواب به، إذ لا يكون قرض إلا والعوض مستحق به([924]).
التشبيه
قال أستاذنا الدكتور محمد حسين علي
الصغير:
«التشبيه محاولة بلاغية جادة لصقل
الشكل وتطوير اللفظ, ومهمته تقريب المعنى إلى الذهن بتجسيده حياً, ومن ثَمّ فهو
ينقل اللفظ من صورة إلى صورة أخرى على النحو الذي يريده المصور, فإذا أراد صورة
متناهية في الجمال والأناقة شبّه الشيء بما هو أرجح منه حسناً, وإن أراد صورة
متداعية في القبح والتفاهة شبّه الشيء بما هو أردأ منه صفة»([925]).
والتشبيه في اللغة: من مادة
شبه, ويستعمل للمماثلة والملابسة والمشاكلة([926]),
فالمادة من «الشين والباء والهاء أصل واحد يدل على تشابه الشيء وتشاكله لوناً ووصفاً»([927]).