نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 208
خامساً: أسس
توظيف مباحث المعاني والبيان
يعدّ علما المعاني والبيان من أبرز
العلوم التي يحتاج إليها المفسر، فلا طريق إلى الوقوف على معنى الخطاب في القرآن
الكريم إلا بإتقان علمي المعاني والبيان, قال الزمخشري (ت538هـ): «من حق مفسر كتاب
الله الباهر، وكلامه المعجز أن يتعاهد في مذاهبه بقاء النظم على حسنه، والبلاغة
على كمالها، وما وقع به التحدي سليماً من القادح»([888]),
فإن معرفة هذه الصناعة بأوضاعها هي عمدة التفسير، المُطْلع على عجائب كلام الله،
وقد دلّ على ذلك قوله الله تعالى:
وحذفت الواو في قوله تعالى:
عَلَّمَهُ الْبَيَانَ لنكتة علمية، حيث جعل تعليم البيان بمستوى خلق
الإنسان([890]).
فلا
يمكن إهمال علمي المعاني والبيان إذ بهما تتبين دقائق العربية وأسرارها, ولتوقف
معرفة جملة من النكات التي لها مدخل في معرفة المعنى المراد من الخطاب في القرآن
الكريم، والتفسير بذلك هو تفسير باللغة، لا تفسير بمحض الرأي المنهي عنه([891]).
فبهما تعرف خواص تراكيب الكلام من
جهة إفادتها المعنى وخواصها من جهة اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها, وهذان
العلمان من أعظم أركان المفسر([892]).
فعلم المعاني: هو أصول وقواعد يعرف
بها حالات اللفظ العربي التي بها يطابق اللفظ لمقتضى الحال([893]).
وعلم البيان: أصول وقواعد يعرف بها
إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة العقلية وخفائها على ذلك المعنى([894]).