حيث فسر بأنها كانت تمشي بالنميمة
وتنقل الحديث فتلقي العداوة بين الناس وتوقد نارها كما توقد النار الحطب, وكانت هي
تحطب على المؤمنين بحبل المشركين, فيكون الاحتطاب هنا عبارة عن سعيها بالمضرة على
المسلمين, كما يقال فلان يحطب على فلان([883])
إذا كان يغري به([884]).
أي: وجماعة قد شغلتهم أنفسهم. وحملتهم
على الهم. ومنه قول العرب: همك ما أهمك([886]).
ومعناه: كان همهم خلاص أنفسهم. والعرب تطلق هذا اللفظ على كل خائف وجل، شغله هم
نفسه عن غيره([887]).
وما تقدم من توظيف الأدب بما يحمل من
معطيات وأساليب مما أُثر عن الشعراء والكُتّاب من بدائع القول المشتمل على تصوير
الأخيلة الدقيقة والمعاني الرقيقة, هو من جملة شواهد
الأسس التي يتكئ عليها المفسِّر في تفسير النصوص القرآنية الكريمة, بعد النظر إلى
جزئياتها وما يجب فيها من الصفات, لتصلح أن تكون قواعد مبتناة على تلك الأسس
ليُعمل بها, كأن يكون الشاهد مما قالته العرب وجرى على ألسنتهم من النصوص الأدبية
من شعر وتسجيع وحكمة وأمثال وغيرها, وما يتعلق بتاريخ النص الأدبي وغير ذلك مما له
الدخل في صلاحية النص الأدبي للاستشهاد به.