نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 206
وبعد كلّ ما عرّفوا به المثل من تعريف كلّ بحسب اتجاهه جاء تعريف
أستاذنا الدكتور محمد حسين علي الصغير فنياً شمولياً حيث استوفى الأقوال فيه
ووازنها, فعرفه قائلاً: «صورة حية ماثلة لمشهد واقعي أو متخيل, مرسومة بكلمات
معبرة موجزة, يؤتى بها غالباً لتقريب ما يضرب له من طريق الاستعارة أو الكناية أو
التشبيه, مع لحاظ...وجود علاقة المشابهة بين الحالتين والسيرورة والتداول بين
الناس وعدم التغيير في لفظه الموضوع له»([880]).
وهذه الشروط, من:
1 - وجود
علاقة المشابهة بين الحالتين.
2 - السيرورة
والتداول بين الناس.
3 - عدم تغيير لفظ المثل الموضوع له.
بضميمة:
4 - أهلية زمن إطلاق المثل
للاستشهاد.
5 - عدم
التنافي وضروريات الدين, أو كون المثل مما يستقبح ذكره.
مع ما تقدم
من الضوابط العامة للشواهد الأدبية, هي ضوابط الاستشهاد بالمثل للبيان التفسيري.
ويتسم المثل بالقوة التي تجعل من الكلام الذي يتضمنه
ذا وقع في النفوس لما فيه من نقل الوقائع عن صُوَرها الأصلية إلى صور تكسوها
الأُبَّهةً، وتضاعف قُواها في تحريك النُّفوس لها، واستثارة الأفئدة لها صبابةً
وكلَفاً، فإن كان مدحاً، كان أبْهَى وأفخم، وإن كان ذمّاً، كان مسُّهُ أوجعَ،
ومِيسَمُه ألذع، وإن كان حِجاباً، كان بُرهانه أنور، وبَيَانه أبْهر، وإن كان
افتخاراً، كان شَأْوُه أمدّ، وشَرَفه أجَدّ، ولسانه أَلَدّ، وإن كان اعتذاراً، كان
إلى القَبُول أقرب، وللقلوب أخْلَب، إلى غير ذلك([881]), ولذلك تعددت وظائفه في
المديح والفخر والمسألة وما إلى ذلك من مجالات الحياة, كما كان المثل مما له الأثر
البالغ والمكانة المرموقة في جعله شاهداً تفسيرياً لما له من السجل الحافل
والتاريخ المعهود, فمن ذلك ما
[880] - محمد حسين الصغير-الصورة الفنية في المثل
القرآني: 60.