وليس في القرآن من المادة, غير هذين
الفعلين في الآية: وسقَ, اتسق.
وتفسير اتساق
القمر بالاجتماع على وجه التقريب, فهو تفسير بالأعم ففي الاتساق من دلالة اطراد
النسق والإحكام والنظام ما لا ينتظمه لفظ الاجتماع, إذ أن الاجتماع قد يكون بغير
ائتلاف وإحكام واتساق, والاتساق اجتماع مع إحكام وانتظام النسق أي بملحظ من
الترتيب والتنظيم([847]).
ووجه الشاهد
أن الاتساق استعمل في الشعر العربي, فهو معروف لديهم بمعنى الاجتماع والانضمام,
فاتساق القمر «اجتماعه على تمام وهو افتعال من الوسق، فإذا تم نور القمر واستمر في
ضيائه، فذلك الاتساق له»([848]),
فالقمر إذا تم له ثلاثة عشر يوماً كان بوضع يرى فيه تمام هيئته باجتماع أجزائه
للرائي, فإذا كان على هذا النحو من الاجتماع والتمام والترتيب كان متسقاً.
واستشهادات
ابن عباس في هذه المسائل بالشعر العربي بعد اشتراط السائل بأن يأتي بشاهد من كلام
العرب على ما يذهب إليه من التفسير, مع عدم اعتراض السائل عليها يفصح عن أهميته في
بيان المراد لما يكتنف من
[845] - هو أبو عمرو طرفة بن العبد بن سفيان بن
سعد، البكري الوائلي, شاعر جاهلي من الطبقة الأولى (ت60 ق-هـ). ينظر: البغدادي -
خزانة الأدب:2 /370 والزركلي - الأعلام: 3 / 225.
[848] - الطوسي- التبيان:10/ 313 وينظر: الطبري-
جامع البيان:30/150-153 وابن أبي حاتم الرازي-تفسير ابن أبي حاتم: 10/3411
والزمخشري- الكشاف: 4/235-236 والطبرسي-جوامع الجامع: 3/754و مجمع
البيان:10/306والرازي- تفسير الرازي: 31/109والعز بن عبد السلام- تفسير العز بن
عبد السلام: 3/435 والقرطبي-تفسير القرطبي:19/276- 278 والآلوسي- تفسير
الآلوسي:30/81 – 82 والسيوطي - الإتقان:1/352 ومحمد حسين الطباطبائي-الميزان في
تفسير القرآن: 20/245.
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 197