responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 198
إيصال المعنى بطريقة تتفق والاستعمالات اللغوية للعرب الذين نزل القرآن الكريم بلغتهم, لذا لابد أن يكون المفسر راوياً لأشعار العرب وما يصح الاستشهاد به لبيان المراد أو تقريبه على وجه يسهل تناوله للناس فالشعر من جانب جاء على السنة فصحائهم فوافقت استعمالات ألفاظ في القرآن الكريم الاستعمالات الشعرية, ومن جانب آخر فإن فرائد القصائد انطبعت على شغاف قلوب عموم الناس لأنها تمثل قريحتهم وتواكب ذائقتهم, فيسهل بذلك فهم المعاني المرادة من الخطاب في الآيات, يضاف إلى ذلك أن الشواهد الشعرية يمكن أن يستدل بها المفسر على صحة ما يذهب إليه من التفسير, إذا خلا المقام عن بيان القرآن بالقرآن أو السنة الشريفة, فقول الشاعر حينئذ يدل على استعمال لفظة معينة بمعنى معين لاتحاد القران والشعر في اللسان.

النثر

إن من يتصفح أهم كتب النقد والبلاغة العربية يرى بوضوح قلة عناية النقاد القدامى بمصطلح النثر، بيد أنهم اعتنوا به بوصفه مادة أدبية, فما ألف فيه من الكتب الكثيرة, كـ البيان والتبيين للجاحظ (ت255هـ), وأدب الكاتب لابن قتيبة (ت276هـ), وأمالي القالي لأبي علي القالي (ت356هـ), وأمالي المرتضى للشريف المرتضى (ت436هـ), وغيرها, يتحدث في الغالب عن النثر لا بوصفه فناً قائماً بذاته, بل تحدثوا عنه بوصفه جزء من البلاغة أو البيان, بحديث يتسم بالإبهام مع خلوه من التخصيص أو التحديد. في حين أنهم أمعنوا في بحث الشعر وبيان حدوده وجميع نواحيه تفصيلاً وتدقيقاً.

فمن مظاهر هذا الإهمال أن الباحث لا يجد تعريفاً للنثر قد استوفى ما يشترط في كل تعريف من دقة وإحاطة واستقصاء، في حين أن الشعر قد حظي بتعريفات لا بأس بها تتسم بالضبط والإحكام، أما النثر فـما ورد في حقه من تعريفات لا تتعدى التقسيم والتصنيف، فهو باعتبار الشكل ينقسم إلى خطب ورسائل، وباعتبار اللفظ يتفرع إلى نثر مرسل ومزدوج وسجع([849]).

فقد نظر القدماء للنثر نظرة سطحية، حيث كانت نظرة جزئية


[849] -ينظر: التفتازاني-مختصر المعاني: 294.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست