نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 195
الحاجة في هياجها، لتحصيل كثير من المنافع في مقاصد
الإنسان فيما يتعلق بانفعالات النفوس وإحساساتها في المسائل العامة)
([835]).
ولا يخفى
ما للشعر من أهمية كبرى عند العرب وسبب ذلك أن العرب الذين هم أهل الفصاحة كان جلّ
كلامهم في الأدب شعراً، فأودعوا أشعارهم أغلب المعاني, إن لم نقل كلها, لأن الشعر
امتد إلى مفاصل حياتهم كافة, قال الله تعالى:
أي «أنهم
يخوضون في كل فن من الكلام والمعاني التي يعن لهم ويريدونه»([837]),فلم يكن لهم إلا الشعر متنفساً. فلذلك صارت المعاني كلها مودعة فيه. لأن
الأشعار كثيرة والمعاني فيها غزيرة([838]).
وعليه فإنّ
الشعر ديوان أدب العرب، ومستودع حِكَمِهم، انتظم أنفس علومهم الأدبية في الجاهلية؛
فهو وسيلة افتخارهم، وآلة احتكامهم. فإن مَن أكثرَ مِن حفظ الشعر وفهم معانيه،
استحكم في علوم اللغة، وترادفت عليه معانيها.
ومن أشهر ما قيل في فضل التمسك بشعر
الجاهلية ما نقل عن الخليفة الثاني قوله: «عليكم بديوانكم, لا تضلوا, قالوا وما
ديواننا, قال شعر الجاهلية, فإن قيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم»([839]).
وكان مما ارتكزت عليه علوم اللغة
والبلاغة والتفسير في تأسيسها كلام العرب من شعر وغيره، وإن الشعر مما يحتج به في
هذه العلوم, وكان المفسرون يولون عناية كبيرة بشواهد الشعر لما لها من أهمية كبيرة
في تفسير معاني الكتاب الكريم، فكان ابن عباس يستدل لتفسيره معاني القرآن بالشعر،
وكان يقول: «الشعر ديوان العرب، فإذا خفي علينا الحرف من