responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 193
تراث باقي الأمم الأدبي. ويكمن هذا الاختلاف بالصلة الوثيقة بين المأثور الأدبي العربي والنص القرآني وبيان المراد منه في معانيه ودلالاته ومقاصده, بعد أن أصبح هذا النص من أهم مفردات الحياة عند الإنسان العربي المسلم, الذي شُرّف بحمل الرسالة وتبليغها. وبلغت العرب الذروة في فنون الأدب، حتى عقدت النوادي وأقامت الأسواق للمباراة في الشعر والخطابة, فكان المرء يقدر على ما يحسنه من الكلام, واهتمت بشأن الأدب رجال العرب ونساؤهم وكان النابغة الذبياني هو الحكم([831]).

فالعرب أمة بيان، وأئمة لسان، تحرك مشاعرهم الكلمة, وتهزهم الخطبة, وتطربهم القصيدة، حتى عمدوا إلى نفائسَ من رائق أدبهم الشعري، فعلقوه على أستار أقدس بيتٍ ألا وهو بيت الله الحرام. وحفلت أسواقهم الأدبية في عكاظ ومجنة وذي المجاز بتلك الخطب البليغة الرنانة وفرائد القصائد التي انطبعت على شغاف قلوبهم لأنها تمثل قريحتهم وتواكب ذائقتهم, فحَفظت بذلك لغتهم. وكان القرآن من جنس ما يحسنون ومن سنخ ما يعرفون نزل بلغتهم بل على أفصح ألسنتهم. فأهل اللسان بعد هذا عادةً هم أدرى به وأروى للغته([832]).

ولهذا كان من دأب مفسري النصوص القرآنية الكريمة الرجوع إلى دواوين العرب لاسيما مشاهير الأدباء في التعويل على دلالة معاني بعض الألفاظ القرآنية بشواهد أدبية شعرية تارة ونثرية أخرى.

وبذلك يكون المفسرون قد وظفوا الشواهد الأدبية وجعلوها من جملة الأسس التي يتكئون عليها في تفسيرهم للنصوص القرآنية الكريمة.

وحتى تكون هذه الشواهد من الأسس التي توظف لتفسير النص, يجب فيها أن تتصف بصفات معينة, تكوّن قواعدَ مبتناة على تلك الأسس يُعمل بها, سواء أكانت هذه القواعد متعلقة بالشاهد الأدبي المتكأ عليه في تفسر النص, أم متصلةً بالمفسر الذي يعمل على بيان المراد من النص بدلالة الشواهد الأدبية. ومن جملة هذه القواعد:

1 - أن يكون الشاهد مما قالته العرب وجرى على ألسنتهم من النصوص الأدبية من شعر ونثر وحكمة وأمثال وغيرها.


[831]- ينظر: أبو القاسم الخوئي-البيان في تفسير القرآن: 38.

[832]- ينظر: محمد حسين علي الصغير- أصول البيان العربي: 11.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست