responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 192
على دلالة خُلُقية مؤداها التهذيب والتعلم والخلق والحكمة فالأدب «ما يتأدب به الأديب من الناس. سمي به لأنه يأدب الناس إلى المحامد وينهاهم عن المقابح»([826]).

وفي الإشارة إلى هذا المعنى ما ورد من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

«أدّبني ربي فأحسن تأديبي»([827]).

ثم اختصت دلالة اللفظ على اكتساب الثقافة بالتعلم, خاصةً في ما يتعلق بأشعار العرب وخطبهم وأمثالهم وأخبارهم وأنسابهم وأيامهم وما يتصل بالنثر من لغة ونقد وفصاحة وبلاغة. وبذلك تكون دلالة لفظ الأدب قد مرت بمراحل متعددة قبل أن تستقر على المعنى الاصطلاحي الذي دلت عليه. حيث بدأت بمعنى الإيلام والدعوة إلى الطعام, وهو أدب حسي ثم انتقل إلى التهذيب والتخلق وهو أمر معنوي ومن ثم اختص بالتعبير الفني للشعر والنثر.

والأدب في الاصطلاح: «علم يشمل أصول فن الكتابة, ويعنى بالآثار الخطية النثرية والشعرية, وهو المعبر عن حالة المجتمع البشري, والمبين بدقة وأمانة عن العواطف التي تعتمل في نفوس شعب أو جيل من الناس أو أهل حضارة من الحضارات»([828]). وإن الأدب نوع من التعليم الأخلاقي، وأنه في أساسه نوع من اللذة أو المتعة النصية كونه معبراً عن حالة المجتمع([829]).

وقد جُعل الأدب ملكة للأديب فكان ثمرة للثقافة التي يحصِّلها من حفظه للمنظوم والمنثور وتمرسه بأساليب البلغاء فـ«المقصود منه عند أهل اللسان ثمرته. وهي الإجادة في فنّي المنظوم والمنثور على أساليب العرب ومناحيهم فيجمعون بذلك من كلام العرب ما عساه تحصل به الملكة»([830]).

وقد اجتمع الأدب العربي في مقاصده ومراميه مع آداب الأمم الأُخَر, من جهة حفظه لتراث الأمة, ولكنه اختلف بأمر جوهري مهم عن


[826] - ابن منظور- لسان العرب: 1 / 206 وينظر:الجوهري- الصحاح:1/86.

[827] - السيوطي- الجامع الصغير:1/51 والمجلسي-بحار الأنوار:16/210.

[828] - غازي طليمات وعرفان الأشقر-الأدب الجاهلي:18.

[829] -ينظر:ستانلي هايمن- النقد الأدبي ومدارسه الحديثة:1 / 16.

[830] -ابن خلدون-المقدمة:1/553.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست