نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 190
أخرى بجمعهم الكبرى على الكبر والقربى على القرب. فإن قال قائل: أو
ليست الأخر من صفة الأيام؟ قيل: بلى, فإن قال: أو ليس واحد الأيام يوم وهو مذكر؟
قيل: بلى, فإن قال: فكيف يكون واحد الأُخَر أخرى وهي صفة لليوم ولم يكن آخر؟ قيل:
إن واحد الأيام وإن كان إذا نعت بواحد الأُخَر فهو آخر، فإنّ الأيام في الجمع تصير
إلى التأنيث فتصير نعوتها وصفاتها كهيئة صفات المؤنث، كما يقال: مضت الأيام جمع،
ولا يقال: أجمعون، ولا أيام آخرون. فإن قال لنا قائل: فإن الله تعالى قال:
فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ
أُخَرَ ومعنى ذلك عندك: فعليه عدة من أيام أخر كما قد وصفت فيما مضى. فإن
كان ذلك تأويله، فما قولك فيمن كان مريضا أو على سفر فصام الشهر وهو ممن له الإفطار،
أيجزيه ذلك من صيام عدة من أيام أُخَر، أو غير مجزيه ذلك؟ وفرض صوم عدة من أيام
أخر ثابت عليه بهيئته وإن صام الشهر كله، وهل لمن كان مريضاً أو على سفر صيام شهر
رمضان؟ أم ذلك محظور عليه، وغير جائز له صومه، والواجب عليه الإفطار فيه حتى يقيم
هذا ويبرأ هذا؟ قيل: قد اختلف أهل العلم في كل ذلك، ونحن ذاكرو اختلافهم في ذلك،
ومخبرون بأولاه بالصواب إن شاء الله»([822]).
ثم استطرد في ذكر الأقوال المترتبة
على ذلك, مشيراً إلى وهن ما لم يقم عليه دليل عنده, مستصوباً ما احتفت به القرائن
التي قامت عليه بتصوره, إذ أن جمعاً من المفسرين([823])
ذكروا في توجيه الآية صرفياً وجوهاً, كلٌ بحسب ما يتكئ عليه من الوجوه المحتملة,
لئلا يتعارض مع ما يوجه به هذه اللفظة صرفياً في آيات أُخر.
كل ذلك كان استناداً إلى أسس
استُشِفَت جراء تتبع عمل المفسرين,