responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 182
أخبرك, يتجاهل خوفاً من السيد, أو لعدم جزم المخاطب بوقوع الشرط فيجرى الكلام على سنن اعتقاده كقولك لمن يكذبك إن صدقت فماذا تفعل, مع علمك بأنك صادق. أو تنزيل المخاطب العالم بوقوع الشرط منزلة الجاهل لمخالفته كما يفرض المحال لغرض من الأغراض كما في قوله تعالى:

أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ([792]).

أي أنهملكم فنضرب عنكم القرآن, وما فيه من الأمر والنهي والوعد والوعيد صَفْحًا أي إعراضاً أو للإعراض أو معرضين أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ في من قرأ إن بالكسر, فكونهم مسرفين أمر مقطوع به لكن جيء بلفظ «أن» لقصد التوبيخ. وتصوير أن الإسراف من العاقل في هذا المقام يجب أن لا يكون إلا على سبيل الفرض والتقدير كالمحالات لاشتمال المقام على الآيات الدالة على أن الإسراف مما لا ينبغي أن يصدر عن العاقل أصلاً فهو بمنزلة المحال وإن كان مقطوعاً، بعدم وقوعه لكنهم يستعملون فيه إن لتنزيله منزلة ما لا قطع بعدمه على سبيل المساهلة وإرخاء العنان لقصد التبكيت كما في قوله تعالى: قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ([793]), وغير ذلك مما تحتمله الجوازم من المحل الإعرابي وما يترتب عليه من تغير المعنى([794]).

وهناك موارد كثيرة من المجزومات, مثل: تقدير لام الأمر, ولا الناهية, وتقدير الشرط, تقدير جواب الشرط, وأن شرط الجزاء جملة يوصف بها كما يوصل, وجواز ذكر جواب الشرط إذا صح تقدير الشرط, لا تنفك عن الدخالة في تغير المعنى, وكذا الحال في المبنيات, كالأسماء الموصولة وأسماء الإشارة والضمائر.

فيلزم المفسر الإلمام بما وجهه النحويون, لدى التفسير في توظيفها للوقوف على المراد من خطاب الله تعالى في كتابه العزيز للاستحكام من وجوه الجزم أو البناء وما يتعلق بها, لدى استنباط المقاييس الضابطة للإعراب, التي توظف لفهم المراد من خلال استقراء آراء النحويين ولغة


[792] -سورة الزخرف: 5.

[793] -سورة الزخرف: 81.

[794] - ينظر:الرضي الاسترآبادي- شرح كافية ابن الحاجب:4/ 6-7 والتفتازاني- مختصر المعاني:89- 91.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست