responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 166
يثبت لكل عمدة في الكلام([703]). وعلى أي الدعوتين فالمرفوع يكون عمدة في الكلام, ويترتب على ذلك فهم المراد في الخطاب من حيث استناد الفعل إلى الفاعل أو ما ينوب عنه, أو حمل الخبر أو ما يسد مسدّه على المبتدأ, إذ كون الاسم مرفوعاً يجعله محطاً أو موضوعاً يستند إليه الحدث أو الوصف أو غيره, فلو تغيّرت حالته الإعرابية إلى غير الرفع لما احتمل الرجوع إليه وتغير حينئذ مفاد الكلام, فلابد للمفسر من إنعام النظر في ثبوت الرفع للاسم ليرتب عليه تفسيره, كما في المبتدأ والخبر من المرفوعات.

فالمبتدأ هو الاسم الصريح أو المؤول به, المجرد من العوامل اللفظية غير الزائدة وشبهها مخبراً عنه, أو وصفاً رافعاً لمستغنى به. والخبر هو الجزء المنتظم منه مع المبتدأ جملة مفيدة([704]). ومع ما ذكر البحث من أن المرفوع عمدة في الكلام لا يستغنى عنه, فإنه يجوز حذف المبتدأ أو حذف الخبر إذا وجدت قرينة, حيث أن المقصود من الكلام هو المعنى وليس الوجود الكتبي أو اللفظي, فبعد قيام القرينة على المحذوف يكون ذلك المحذوف بقوة المذكور في الكلام لوصول المعنى إلى المخاطب حينئذ, قال ابن الحاجب (ت646هـ): «وقد يحذف المبتدأ لقيام قرينة، جوازا»([705]), كما قد يحذف المبتدأ والخبر معاً - لقيام قرينة عليهما - فيحذف كل من المبتدأ والخبر إذا دلّ عليه دليل: جوازاً، أو وجوباً...([706]).

ومن شواهد الرفع بالابتداء وما يبتني عليه من تغير المعنى, رفع لفظ لباس في قوله تعالى:

يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ([707]).

فقيل إنه مرفوع بالابتداء كما عن بعض نحويي البصرة، وخبره في قوله: ذلك خير. وقال بعض نحويي الكوفة: ولباس يرفع بقوله: ولباس التقوى خير، ويجعل ذلك من نعته, أي ولباس التقوى ذلك الذي قد علمتموه


[703]-ينظر: الرضي الاسترآبادي-شرح كافية ابن الحاجب:1 / 184.

[704]- ينظر: ابن عقيل -شرح الألفية: 1/201.

[705] - الكافية (بشرح رضي الدين الاسترآبادي):1/272.

[706] -ينظر:ابن عقيل - شرح الألفية:1/246.

[707] - سورة الأعراف: 26.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست