نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 164
عارفاً بعلل النحو والحجة في وجه إعرابه ليقف على مراده، فالنحو من
مفاتيح فهم اللغة وظاهرها, والوقوف على سرها ومكنونها. ولذلك الارتباط نرى
المفسرين يستشهدون كثيراً بأقوال أعلام النحاة كما أن كثيراً من المفسرين اهتموا
ببيان الحجة في القراءات كأبي علي الفارسي(ت377هـ), وآخرون عنوا بأواخر الكلم في
الشكل الإعرابي في علاماته المختلفة في حالات الرفع والنصب, والجر والجزم. بل إن
بعض النحاة قد فسر القرآن من وجهةٍ نحوية كالفراء (ت207هـ) في معاني القرآن
والزجاج(ت310هـ) في معاني القرآن أيضاً, وأبي جعفر النحاس (338هـ) في إعراب القرآن
وغيرهم من النحويين, فأفرغوا وسعهم في ذلك الباب بلحاظ ما يتعلق بالإعراب، وذلك
وإن كان منقوصاً من نواحٍ أُخَر إلا أنه على قدرٍ من الأهمية من حيث استظهار
المعنى من تراكيب النحو. فالحاجة إلى اللغة في التفسير ضرورة عندما لا نجد ما يفسر
لنا القرآن([695]).
إذ أن «التفسير علم يبحث فيه عن كيفية النّطق بألفاظ القرآن الكريم، ومدلولاتها
وأحكامها الإفرادية والتركيبية ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب»([696]),
ويدخل في أحكام الألفاظ العلم بحالات أواخر الكلم وهو علم النحو([697]).
وتكون
أهمية الإعراب لبيان معنى اللفظ, إذ أن المعاني تختلف باختلاف أواخر الكلم, إذ أنه
«بمعرفة حقائق الإعراب تعرف أكثر المعاني, وينجلي الإشكال, فتظهر الفوائد, ويفهم
الخطاب, وتصح معرفة حقيقة المراد»([698]).
والإعراب
في اللغة: الإبانة والإفصاح، وأعرب الرجل عن نفسه، إذا بيّن وأوضح([699]),
و«إعراب الكلام أيضاً من هذا القياس، لأن بالإعراب يفرّق بين المعاني في الفاعل
والمفعول والنفي والتعجب والاستفهام، وسائر أبواب هذا النّحو من العلم»([700])،
ولا تخفى الرابطة الوثيقة بين معاني الألفاظ
[695]-ينظر: محمد حسين علي الصغير- المبادئ العامة
لتفسير القرآن الكريم: 77-79.