نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 162
الحلم
هي بلوغ مرتبة التكليف, فانتقلت الدلالة من معنى بلوغ رؤية الجماع في المنام إلى
بلوغ التكليف الشرعي, وذلك للتلازم الذهني الحاصل بين الاحتلام وبين التكليف,
باعتبار أن الحلم علامة من علامات البلوغ المثبتة للتكليف لما نقل عن النبي الأكرم
صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الرفع: «رفع القلم عن ثلاثة:... وعن الصبي حتى
يحتلم...»([688]),
فبين الحلم والجماع مناسبة أشار إليها المفسرون, بأن «الاحتلام بلوغ النكاح لأنه
إنزال الماء الدافق الذي يكون في الجماع»([689]), فهذا الجامع
الخارجي وهو نزول المادة لازمته دلالة ذهنية على بلوغ مرتبة التكليفبالمعنى
الذي أثبتته السنة الشريفة, فهي دلالة التزامية بعد أن توافر فيها شروط صحة
التلازم, المتمثلة بالتلازم الذهني الراسخ بين معنى لفظ الحلم والمعنى
الخارج عنه البلوغ وانتقال الذهن من الحلم - المخصوص - في النوم إلى
البلوغ بسبب الاستحكام الذهني لحضور صورة الملزوم الذي يحصل في الذهن كلما حصل
المسمى بلازمه. أي أن السامع كلما سمع بلفظ الحلم حضر في ذهنه معنى البلوغ.
وهذه الجزئيات التي جاء البحث على
ذكرها في المعاني الثلاثة المتقدمة إنما هي على سبيل المثال لا الحصر مبيناً أهمية
تلك المفردات، أو استعمالاتها في كلام العرب, ودلالة تلك الألفاظ على مراد معين,
بانطباقها على المعنى بالدلالة الانطباقية أو بالتضمن أو الملازمة. فإن «جميع آيات
القرآن أو الكثير منها دالة بالمطابقة أو التضمن أو الالتزام»([690]),
على المعاني, فمراعاة ما دلت عليه ألفاظه مطابقة، أو ما دخل في ضمنها، أو كان من
لوازم تلك المعاني، وما تستدعيه من المعاني التي لم يعرج في اللفظ على ذكرها, قد
يعرف بها أن اللفظ ينحصر في دلالة واحدة, أو يراد منه ما دخل في ضمنها أو لازم
لفظها, أو من باب انطباق الكلي على
[688] - أحمد بن حنبل - مسند أحمد: 6 / 101
والقاضي النعمان - دعائم الإسلام: 1 /194.
[689] - الرازي- تفسير الرازي:9
/188وينظر:الشافعي- أحكام القران:1/86 والطبري- جامع البيان: 18/148، والسمرقندي
تفسير السمرقندي:2/523 الثعلبي-تفسير الثعلبي:3/255والطوسي-التبيان: 7/461،
والسمعاني - تفسير السمعاني:3/548 والراغب الاصفهاني-غريب القران: 129
والبغوي-تفسير البغوي:1/394 والراوندي- فقه القرآن:2/131 والقرطبي-تفسير القرطبي:
5/34 ومحمد حسين الطباطبائي- الميزان في تفسير القرآن:15/164.