وغيرها, حيث أن مفردة صدقة ص د
ق على هذا الترتيب موضوع في اللغة للصحة والكمال، ومنه قولهم: رجل صدق
النظر، وصدق اللقاء، وصدقوهم القتال، وفلان صادق المودة، وهذا خل صادق الحموضة،
وشيء صادق الحلاوة، وصدق فلان في خبره إذا أخبر به على الوجه الذي هو عليه صحيحاً
كاملاً، والصديق يسمى صديقاً لصدقه في المودة، والصداق سمي صداقاً لأن عقد النكاح
به يتم ويكمل، وسمى الله تعالى الزكاة صدقة لأن المال بها يصح ويكمل، فهي سبب إما
لكمال المال وبقائه، وإما لأنه يستدل بها على صدق العبد في إيمانه وكماله فيه([679]).
فمن ذلك يعرف أن الصدقة تتضمن
الدلالة على صدقة الفريضة من زكاة الأموال([680])
أو زكاة الفطر([681]),
أو زكاة التطوع([682])
بما تشمل من صنوف.
وكذا تدلّ على خصوص صدقة من تابوا([683])
زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم , كما تنطبق على كل أحد منهم على حدة, وتصدق
على من يأتي بعد زمن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم, ويقوم مقامه بالأخذ من
قام مقامه بالنص, ولعلّ كثيراً من المفسرين نظر إلى فرد أو مصداق, أو أفراد أو
مصاديق من دون غيرها, فلابد للمفسر أن لا يجزم بما طبّقه من تلك المعاني التضمنية
ومنع غيرها, إلا إذا دل دليل شرعي يستند إليه في المنع.
وهذا مما تؤسس في ضوئه جملة من
القواعد لمختلف المناهج