responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 160
فمن نماذج المعنى التضمني لمفردة في آية ما يظهر لدى التأمل في لفظ صدقة في قوله تعالى:

خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً([678]).

وغيرها, حيث أن مفردة صدقة ص د ق على هذا الترتيب موضوع في اللغة للصحة والكمال، ومنه قولهم: رجل صدق النظر، وصدق اللقاء، وصدقوهم القتال، وفلان صادق المودة، وهذا خل صادق الحموضة، وشيء صادق الحلاوة، وصدق فلان في خبره إذا أخبر به على الوجه الذي هو عليه صحيحاً كاملاً، والصديق يسمى صديقاً لصدقه في المودة، والصداق سمي صداقاً لأن عقد النكاح به يتم ويكمل، وسمى الله تعالى الزكاة صدقة لأن المال بها يصح ويكمل، فهي سبب إما لكمال المال وبقائه، وإما لأنه يستدل بها على صدق العبد في إيمانه وكماله فيه([679]).

فمن ذلك يعرف أن الصدقة تتضمن الدلالة على صدقة الفريضة من زكاة الأموال([680]) أو زكاة الفطر([681]), أو زكاة التطوع([682]) بما تشمل من صنوف.

وكذا تدلّ على خصوص صدقة من تابوا([683]) زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم , كما تنطبق على كل أحد منهم على حدة, وتصدق على من يأتي بعد زمن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم, ويقوم مقامه بالأخذ من قام مقامه بالنص, ولعلّ كثيراً من المفسرين نظر إلى فرد أو مصداق, أو أفراد أو مصاديق من دون غيرها, فلابد للمفسر أن لا يجزم بما طبّقه من تلك المعاني التضمنية ومنع غيرها, إلا إذا دل دليل شرعي يستند إليه في المنع.

وهذا مما تؤسس في ضوئه جملة من القواعد لمختلف المناهج


[678] -سورة التوبة: 103.

[679] -ينظر: الخليل- العين: 5 / 56 وابن فارس - معجم مقاييس اللغة: 3 / 339 والرازي- تفسير الرازي: 7 / 76، وابن منظور - لسان العرب: 10 /196.

[680] - ينظر:عبد الرحمن بن ناصر السعدي-تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان: 305.

[681] - القرطبي-تفسير القرطبي: 1/343.

[682] - الراوندي- فقه القرآن:1 / 231.

[683] - الطبري -جامع البيان:11/23و الطوسي- التبيان:5 /292والطبرسي-مجمع البيان:5/116.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست