نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 16
تعريف التفسير وتمييزه عن التأويل
قبل الكلام في تعريف التفسير وبيان
التمييز بينه وبين التأويل, لابد من الوقوف على الداعي لبيان التمايز بينهما, بعد
أن كاد هذا التمايز عند المتأخرين أن يصل إلى حد الوضوح مما لا داعي للخوض فيه.
ويتلخص ذلك بأن هاتين المفردتين
استعملتا عند أكثر قدماء المفسرين على نحو الترادف, إذ أن «التأويل كثيراً ما كان
يستعمل في صدر الإسلام مرادفاً للتفسير»([27]),
وذلك لقربهم للمعنى اللغوي الواسع, قبل أن تنصرف الكثير من الألفاظ إلى
الاستعمالات الخاصة لتشكل المصطلحات, «فإن كثيراً من الألفاظ كانت تستعمل في زمن
التنزيل لمعانٍ ثم غلبت على غيرها بعد ذلك بزمن قريب أو بعيد, ومن ذلك لفظ
التأويل, اشتهر بمعنى التفسير مطلقا...»([28]),
وشواهد ذلك:
1 - ما ورد عند أهل اللغة من أن
التأويل بمعنى التفسير, كقول ابن الأعرابيِّ (ت 231هـ): «التَّفسيرُ والتَّأويلُ
والمعنى واحدٌ»([29]),
وقول الجوهري (ت393هـ): «التأويل: تفسير ما يؤول إليه الشيء»
([30]),
وقولهم: «أوّل الكلام تأويلاً: دبّره وقدره وفسّره»([31]),
ونقل أبو هلال العسكري (ت395هـ) عن أبي عبيد (ت224 هـ), والمبرد (ت 286هـ): إن
التفسير والتأويل بمعنى([32]),
وذكر ابن منظور (ت711هـ) عن بعض أساطين اللغة ما يدل على الترادف بين اللفظين,
فحكى عن المبرد قوله: «التأويل والمعنى والتفسير واحد»([33]).
2 - ما ورد في بعض الآيات القرآنية
الكريمة من لفظ التأويل والذي صرح بعض قدماء المفسرين أنه بمعنى
التفسير, قال الطبرسي (ت548هـ) في ذكر الأقوال في التأويل: «وقال ثعلب: إن التأويل
والتفسير
[27] - محمد حسين الطباطبائي - الميزان في تفسير
القرآن: 5 / 323.
[28] - الزرقاني- مناهل العرفان في علوم القرآن:
2/ 36.
[29]- الأزهري- تهذيب اللغةِ:12 / 407 وابن
منظور- لسان العرب: 5/55 والزبيدي- تاج العروس: 7349 ونقل هذا القول عن المبرد:
الطبرسي - مجمع البيان: 1/39.