نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 143
فهذه جملة من الأقوال التي أفرزتها مسألة الوصل
والفصل, والذي جعل بعض المفسرين يعتمد بعضها ويتبناه, وبعضهم يورد هذه الأقوال
إيراداً دونما ترجيح.
ويشتمل علم
المعاني الكثير من المباحث التي سببت الاختلاف في الفهم لدى المفسرين, وكان ما
تقدم من ذكر نماذج من الإنشاء والوصل والفصل ليس لحصر أسباب الاختلاف الناتجة عن
دقائق علم المعاني, إذ أنها مسائل كثيرة وجليلة.
واصطلاحاً:
أصول وقواعد يعرف بها إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة العقلية
وخفائها على ذلك المعنى([582]),
فهو علم جليل به يعرف المراد من الكلام البليغ فقد يرد المعنى الواحد في طرق
مختلفة بالزيادة في وضوح الدلالة عليه وبالنقصان, ولولا معرفة دقائق هذا العلم لما
تبين مطابقة الكلام لمقتضى الحال والتعرف على تمام المراد من كلام الله تعالى في
القرآن الكريم, فلا يمكن للمفسر الإفادة من الكلام لولاه, وينتظم علم البيان مباحث
الحقيقة والمجاز بما فيها من مفردات, وكذا الاستعارة والكناية والتشبيه, وقد ورد
الكثير من هذه الجزئيات في القرآن الكريم, وقد وقع تنوع تفسيري بسبب اختلاف
المفسرين في بعضها, فمنها, اختلافهم في بعض موارد الحقيقة والمجاز.
والحقيقة: ما
يصير إليه حق الأمر ووجوبه. وهي في اللغة: ما أقرّ في الاستعمال على أصل وضعه،
والمجاز ما كان بضد ذلك، وإنما يقع المجاز ويعدل إليه عن الحقيقة لمعان ثلاثة: وهي
الاتساع والتوكيد والتشبيه، فإن عُدم هذه الأوصاف كانت الحقيقة البتة([583]).