نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 133
قوله تعالى: وَلا
يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ([519]), حيث وقع الخلاف لدى المفسرين في فهم المعنى إثر اختلاف تصريف الفعل,
فقد ذكر المفسرون التصريفين المحتملين للفعل يُضَارَّ.
فالأول: إن
أصله لا يضارر، فأدغمت الراء في الراء، وفتحت لالتقاء الساكنين، فيكون
معناه: لا يكتب الكاتب إلا بالحق ولا يشهد الشاهد إلا بالحق([520]).
والثاني: إن
أصله لا يضارر بفتح الراء الأولى، فأدغمت، فيكون المعنى: لا يدع
الكاتب على وجه يضر به، وكذلك الشاهد([521]).
فاستتبع
تغيّر الوزن الصرفي في الكلمة تغير المعنى, ويبقى كلا الوجهين في الآية محط النظر
والتأمل, فيختار المفسر ما يرى إلى جانبه قوة الشاهد من الآيات القرآنية الأُخَر
أو تفسير الصحابي أو غيرهما, ومنهم من احتمل إرادة المعنيين([522]).
الاختلاف
في الاشتقاق
الاشتقاق أخذ كلمة من أخرى مع تناسب
بينهما في المعنى وتغيير في اللفظ. وينقسم على ثلاثة أقسام([523]):
الاشتقاق الصغير: وهو ما اتحدت
الكلمتان فيه حروفاً وترتيباً كـ عَلِمَ من العلم.
الاشتقاق
الكبير: وهو ما اتحدت الكلمتان فيه حروفاً لا ترتيباً, كـجبذ من
الجذب.
الاشتقاق
الأكبر: وهو ما اتحدت في الكلمتان في أكثر الحروف مع تناسب في المخارج أو الصفات
للحروف, كـنعق من النهق, لتناسب العين والهاء في المخرج, إذ أنهما
حرفان حلقيان([524]).