نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 130
كما وقع الخلاف جراء إطلاق صيغة الجمع ويراد بها
المثنى كما في قوله تعالى: إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا([500]), أي قلباكما, «وإنما قال
قلوبكما مع أن لهما قلبين، لأن كلما تثبت الإضافة فيه معنى التثنية،
فلفظ الجمع أحق به، لأنه أمكن وأخف بإعراب الواحد وقلة الزائد. وذلك في كل شيئين
من شيئين، ويجوز التثنية لأنها الأصل»([501]), وإطلاق صيغة المثنى والمراد
الجمع كما في قوله تعالى: ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ([502]), «فإنه وإن كان لفظه لفظ التثنية فهو
جمع، والمعنى كرّات لأن البصر لا يحسر إلا بالجمع»([503]), وترتب
الخلاف على جعل قوله تعالى: الطَّلاقُ مَرَّتَانِ([504]), من ذلك الباب([505]), وكذلك إطلاق
المفرد وإرادة المثنى كما في قوله تعالى: فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى([506]), فإن الشقاء يتناول الاثنين والخطاب
للواحد, وذلك «أن في ضمن شقاء الرجل وهو قيم أهله وأميرهم شقاءهم, كما أن في ضمن
سعادته سعادتهم فاختص الكلام بإسناده إليه دونها مع المحافظة على رعاية الفاصلة»([507]), وأمثالها
كثيرة.
فكل ظاهرة من
هذه الظواهر اللغوية بما فيها من خلاف لدى أئمة اللغة تزيد من الاحتمالات
التفسيرية, فكانت مثاراً من مثارات تقصّي المعاني المترتبة على كل مبنىً من
المباني التي أوسعت المجال للحراك الفكري التفسيري والتتبع المعرفي اللغوي القرآني.