فبينت تلك الليلة, فالقرآن أنزل في
شهر رمضان على الإجمال, وفي ليلة مباركة, على إجمال أوضح, وفي ليلة القدر التي
بيين أن فيها نزل القرآن العظيم([388]).
والمجمل منه ما جاء بيانه في السورة
نفسها, ومنه من ابتعد عنه بيانه في سورة أخرى, ومنه ما جاء بيانه من السنة
الشريفة, لما تقتضيه المصلحة الراجحة والحكمة البالغة ولم يذكر ذلك على وجه
التفصيل ومن تلك المصالح إفادة الإعمام, ليذهب السامع عند ذلك كل مذهب ويعترف
بالعجز ويقر بالقصور, ليكون بيانه موكولاً إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ,
وذلك مصداقٌ لقول الحق سبحانه:
فأمرهم مثلاً بالصلاة والزكاة على
طريق الإجمال وليكون بيانه بعد التشوق والتشوف إليه لأنه يكون ألذ للنفس وأشرف
عندها وأقوى لحفظها وذكرها وأرعى لمقام الولاية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن ذلك قوله جلّ وعلا: