نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 102
ويظن أنه المخاطب من دون غيره، ولا تشغله
تعالى مخاطبة عن مخاطبة، ويفرغ من حساب الأولين والآخرين في مقدار ساعة من ساعات
الدنيا([327]), فالسؤال لا
لواحد بعينه. فيكون السؤال المنفي السؤال الأفرادي, والكل منهم مسؤول في الجملة, ويكون
السؤال المثبت هو المجموعي([328]).
هذه جملة من تنوع الفهم في أنموذج
واحد, والتي انتظمتها بعض كتب التفسير([329]),
إذ ترتبت على المتشابه من آيات إثبات السؤال وآيات نفيه, فأوهم التنافي بين
المدلولين مما أثار لدى المفسرين الحراك الفكري للوقوف على تفسيرين منسجمين مع ما
يليق بساحته تعالى, وبذلَ الجهد في الذبّ عن القرآن الكريم وردّ شبهة وقوع
التناقض, والحقيقة هو ليس بتناقض - لعدم توفر شروط التناقض - وإنما هو من باب
التباين الجزئي, فالعناوين والمفاهيم التي يكون بينها التباين جزئياً لا يعقل أن
يتصادقا على متحد الجهة، فان جهة الصدق والانطباق في أحد العنوانين لابد أن تغاير
جهة الصدق والانطباق في الآخر, والمخالفة في موارد التباين الجزئي لا تضر ببعضها,
إذ يكون هناك جامع بين العموم والخصوص من وجه, فلابد من معالجة موارد المتشابه
بصرف كل واحد من السلب والإيجاب إلى مقام آخر دفعاً للتناقض([330]).
فكل مفسر يسعى جاهداً بما أوتي من
فهم لبيان وجوه الجمع والافتراق في المتشابه من الآيات, كاختلافهم في دلالات
الأحرف المقطعة