نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 92
خلال معرفة الظروف والملابسات
والشخصيات في الحقبة الممتدة ما بين إمارة عمر بن عبد العزيز وهشام بن عبد الملك
وما بعده، لأننا وبمعرفة تلك الحقبة الزمنية سنكتشف أنها تتزامن مع عصر الإمامين
محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق صلوات الله وسلامه عليهما، ففي السنة
الخامسة والتسعين استشهد الإمام علي بن الحسين السجاد صلوات الله وسلامه عليه([176])،
وبدأت إمامة الإمام الباقر صلوات الله وسلامه عليه، أي قبل إمارة عمر بن عبد
العزيز بأربع سنوات تقريبا([177])،
واستمرت إمامته إلى سنة مئة وأربع عشرة للهجرة ثم استشهد، فبدأت إمامة الإمام جعفر
بن محمد الصادق صلوات الله وسلامه عليه لتستمر إلى سنة مئة وثمانٍ وأربعين للهجرة.
ومعلوم للجميع أنّ الإمامين الباقر والصادق صلوات الله
وسلامه عليهما نشرا من العلوم في زمنيهما ما ملأ الدنيا وانتشر انتشار ضوء الشمس
بعد ليل طويل، فالإمام الباقر صلوات الله وسلامه عليه اعترف له العامة قبل الخاصة بأنه
إنما سمي بالباقر لأنه بقر العلم بقرا أي شقه وبين خفاياه وغوامضه، كما قال النووي
في شرحه لصحيح مسلم: (أبو جعفر هذا هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
رضي الله عنهم المعروف بالباقر لأنه بقر العلم أي شقه وفتحه فعرف أصله وتمكن فيه)([178])،
وقال في موضع ثانٍ: (والبقر الشق ومنه قولهم بقر بطنه ومنه سمي محمد الباقر رضي
الله عنه؛ لأنه بقر العلم ودخل فيه مدخلا بليغا ووصل منه غاية مرضية)([179]).
وقال العيني في عمدة القاري: (وأما محمد بن علي فهو: محمد
بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنهم أجمعين،
[176] مستدرك سفينة البحار للشيخ علي النمازي الشاهرودي ج 5
ص 217.
[177] لان عمر بن عبد العزيز تولى الحكم في السنة الثامنة
والتسعين او التاسعة والتسعين للهجرة، واستمر بها الى سنة 101للهجرة، اما هشام بن
عبد الملك بن هشام فقد تولى الحكم في سنة مائة وخمس للهجرة وبقي في الحكم الى سنة
مائة وخمس وعشرين للهجرة.