نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 76
والضياع
والمنازل حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى أيدي الديانين الذين لا يستحلون
الكذب والبهتان فقبلوها ورووها وهم يظنون أنها حق ولو علموا انها باطلة لما رووها
ولا تدينوا بها.
فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي عليه السلام فازداد البلاء
والفتنة فلم يبق أحد من هذا القبيل إلا وهو خائف على دمه أو طريد في الأرض. ثم
تفاقم الأمر بعد قتل الحسين عليه السلام وولى عبد الملك بن مروان فاشتد على الشيعة
وولى عليهم الحجاج بن يوسف فتقرب إليه أهل النسك والصلاح والدين ببغض علي وموالاة
أعدائه وموالاة من يدّعي من الناس انهم أيضا أعداؤه فأكثروا في الرواية في فضلهم
وسوابقهم ومناقبهم وأكثروا من الغض من علي عليه السلام وعيبه والطعن فيه والشنآن
له حتى إن إنسانا وقف للحجاج فصاح به أيها الأمير إن أهلي عقوني فسموني عليا وإني
فقير بائس وأنا إلى صلة الأمير محتاج فتضاحك له الحجاج وقال للطف ما توسلت به قد
وليتك موضع كذا.
وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه
وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم في تاريخه ما يناسب هذا الخبر وقال إن أكثر
الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما
يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم)([133]).
أقول: وهاهنا
توجد ملاحظتان ينبغي التنبيه عليهما:
إحداهما: ان
هذا الخبر وان لم يتم تداوله وتدوينه في أمهات كتب أهل السنة ولم يشتهر عندهم وتم إخفاؤه
بعمد إلا ان الوقائع التاريخية والشواهد الروائية في صحاح أهل السنة ومسانيدهم
وسننهم تثبت وعلى نحو اليقين وقوع ما ذكره ابن أبي الحديد بحذافيره، فكتبهم مشحونة
بذكر مئات الروايات في فضائل الشيخين وعائشة وحفصة ومعاوية وغيرهم حكم عليها
بالوضع والكذب والافتراء، كما وتوجد مئات الروايات الأخرى التي يتضح من سياقها
وتركيبها اللفظي انها وضعت وافتريت في مقابل روايات أخرى صحيحة قالها النبي الأعظم
صلى الله عليه وآله وسلم في حق الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه
[133] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 11 ص 44 ــ 47.
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 76