وفي المقابل أعلنت هذه الشبكة الإعلامية مساندتها وتأييدها الصريح لإمارته وتغطيتها بالتغطية الشرعية المناسبة، فحينما كان بعضهم يسأل عائشة بنت أبي بكر عن انقلاب موازين الحياة وصيرورة الطليق اللعين خليفة للمسلمين، كانت تجيبهم بجواب يسكت الأفواه ويخرس الألسنة، فعن الأسود قال: قلت لعائشة: (ألا تعجبين لرجل من الطلقاء ينازع أصحاب محمد في الخلافة؟ قالت وما العجب؟ هو سلطان الله يؤتيه البر والفاجر. وقد ملك فرعون مصر أربع مئة سنة)([127])، وكلامها هذا كما لا يخفى كلمة باطل يراد بها باطل، لان السلطان سلطان الله سبحانه وقد أعطاه الله لأنبيائه ومن ينوب عنهم من الأوصياء كما قال تعالى: ((كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ))([128]).

لكن الناس بظلمهم وبجهلهم وبسوء اختيارهم مكنوا الطغاة والكفرة والفراعنة من مقاليد أمورهم والسيطرة على البلاد ومقادير العباد، ومثل هذا التمكين لا يعد شرعيا ومرضيا لدى الباري جل وعلا كما حاولت عائشة إفهامه للناس، فالله لا يعطي السلطان للفاجر حاشاه، وإنما قدر وقضى ان السلطان هو لأنبيائه فضلاً على ان بقاء فرعون أربعمائة سنة لا يصير حكمه شرعيا، ولا يكون مبررا لوصول معاوية بن أبي سفيان الملعون الطليق إلى منصب الولاية على المسلمين وفيهم الآلاف ممن هم خير منه ومن أبيه.

[126] البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 145 ــ 146.

[127] سير أعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 143 ــ 144.

[128] سورة البقرة الآية رقم 213.