responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 69
أبي سفيان وبقية الأمويين إلى تدوين السنة النبوية المطهرة، بل يكون الداعي إلى طمسها ومواجهتها واستبدالها وتغييرها اشد وأوكد، وهذا ما حصل بالفعل.

الملامح العامة للسنة الأموية الجديدة

حينما لم يكن لمعاوية بن أبي سفيان وبقية الأمويين مصلحة في إخراج السنة النبوية الأصيلة وتدوينها، قرر جهاز الحكم الأموي إنشاء سنة جديدة تنسب إلى النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وليس فيها مطعن واحد على الأمويين، أو تعديل تلك السنة التي كانت موجودة ومتداولة في ذلك العصر، عن طريق وضع أحاديث جديدة مفتريات تخفف من وطأة تلك الأحاديث التي ورد فيها لعن صريح لمعاوية وبقية آل أمية ½، أو تحولها من مثالب إلى فضائل([124]).

ولكن معاوية بن أبي سفيان كان يعلم ان هذه المهمة الضخمة لا


[124] كما فعلوا مع الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه ج 8 ص 27: (عن أبي حمزة القصاب عن ابن عباس قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم فتواريت خلف باب قال فجاء فحطأني حطأة وقال اذهب وادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل قال ثم قال لي اذهب فادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل فقال لا أشبع الله بطنه) وهو صريح في ذم معاوية، إلا أن السياسة الأموية صيرت هذا الحديث منقبة من مناقب معاوية وفخرا من مفاخره، وذلك بروايتهم لأحاديث أخرى كاذبة تنص على ان لعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبعض الناس ينقلب وبقدرة قادر إلى كفارة وزكاة وقربة يتقرب بها إلى الله سبحانه، فيكون اللعن لهم رحمة لا نقمة ومنقبة لا مثلبة، قال ابن كثير في البداية والنهاية ج 8 ص128: (وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه، أما في دنياه فإنه لما صار إلى الشام أميرا، كان يأكل في اليوم سبع مرات يجاء بقصعة فيها لحم كثير ويصل فيأكل منها، ويأكل في اليوم سبع أكلات بلحم، ومن الحلوى والفاكهة شيئا كثيرا ويقول والله ما أشبع وإنما أعيا، وهذه نعمة ومعدة يرغب فيها كل الملوك. وأما في الآخرة فقد أتبع مسلم هذا الحديث بالحديث الذي رواه البخاري وغيرهما من غير وجه عن جماعة من الصحابة. أن رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم قال: اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه وليس لذلك أهلا فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة . فركب مسلم من الحديث الأول وهذا الحديث فضيلة لمعاوية، ولم يورد له غير ذلك) فانظر عزيزي القارئ إلى أي مدى يصل التعصب الأعمى بالإنسان فيصبح يرى الحقائق معكوسة والموازين مقلوبة.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست