وفيما يخص تفسير القرآن يروي سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (كنت إذا سئلت رسول الله صلى الله عليه وآله أجابني وان فنيت مسائلي ابتدأني فما نزلت عليه آية في ليل ولا نهار ولا سماء ولا ارض ولا دنيا ولا آخرة ولا جنة ولا نار ولا سهل ولا جبل ولا ضياء ولا ظلمة إلا أقرأنيها وأملاها علي وكتبتها بيدي وعلمني تأويلها وتفسيرها ومحكمها ومتشابهها وخاصها وعامها وكيف نزلت وأين نزلت وفيمن أنزلت إلى يوم القيمة دعا الله لي ان يعطيني فهما وحفظا فما نسيت آية من كتاب الله ولا على من أنزلت إلا أملاه علي)([120]).

وعن الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل عن سليم بن قيس الهلالي قال: (سمعت عليا يقول: ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آية من القرآن إلا أقرأنيها أو أملاها علي فأكتبها بخطي وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ودعا الله لي أن يعلمني فهمها وحفظها، فلم أنس منه حرفا واحداً)([121]).

فبعد هذه الأحاديث لا ينبغي ان يشك في ان النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كتب السنة النبوية بخط علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه وأودعها عنده، لكن الأمة الإسلامية ولشديد الأسف لم تكن تعي أهمية هذه السنة حتى في وقت الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، فكم من مرة حاول الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه أن يشجع باقي المسلمين على استغلال هذه الفسحة من الحرية ويكتبوا عنه سنة نبيهم وأشياء ستندثر بعده، فكان يصيح من على منبر الكوفة حتى بح صوته يسأل الناس من يريد منهم ان يشتري

[119] بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار ص163 باب 12 في ان الائمة عندهم الصحيفة الجامعة التي هي املاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي عليه السلام بيده وهي سبعون ذراع.

[120] بحار الانوار للعلامة المجلسي ج40 ص139 في قول امير المؤمنين لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين اهل القرآن بالقران....

[121] شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج1 ص47 ــ 48.