2: محاولتهم اختلاق حديث (أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة) وتصحيحه

تعددت ضربات مطارق رواة أهل السنة لفضائل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فما تكاد فضائل هؤلاء الأطهار تفوق من ضربة من ضرباتهم ومطرقة من مطارقهم حتى يوجهوا لها ضربة أخرى بهدف قتلها أو إضعافها على اقل التقادير، فحديث (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) ما كاد يفوق من ضربة إدخال ابني الخالة عيسى ويحيى في ضمن الحديث وإقحامها، حتى ألحقوه بضربة أخرى هي قلب ألفاظ هذا الحديث ونسبته إلى أشخاص آخرين، ليقطعوا الطريق أمام من يحاول الاستفادة من حديث لإثبات أفضليتهم على الصحابة عامة وعلى أبي بكر وعمر وعثمان خاصة.

فلعل سائلاً من المسلمين وبعد قراءته حديث (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما) يقول: إذا كان هؤلاء الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أفضل من جميع الصحابة، فلماذا تقدم أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وغيرهم عليهما وعلى أبيهما؟.

وإذا كانا وأبوهما أفضل المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلماذا تجاهلهم التاريخ؟ ولماذا أخذ المسلمون السنة ورواتهم عن غير أهل البيت أضعاف ما أخذوه عنهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟.

بل لماذا لم يأخذوا عن أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين شيئا يذكر فيما لو قسناه بما تم أخذه عن أبي هريرة أو أنس بن مالك وعبد الله بن عمر وغيرهم من الصحابة العاديين من ذوي الرتب المتواضعة بالقياس إلى أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟.

فمقدار ما أخذ عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب