وقد عده الحافظ السيوطي من الأحاديث المتواترة، وقد نقل المباركفوري في (تحفة الأحوذي) قول السيوطي بتواتر حديث (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) فقال: (وهذا الحديث مروي عن عدة من الصحابة من طرق كثيرة ولذا عده الحافظ السيوطي من المتواترات)([1070]).

وممن اعترف بتواتر حديث الثقلين الشيخ محمد ناصر الألباني وهو وهابي العقيدة والفكر، فبعد أن استعرض جميع طرق هذا الحديث وزياداته وصحح كثيرا منها قال في (السلسلة الصحيحة): (وبالجملة فالحديث صحيح بلا ريب بل هو متواتر كما نقله المناوي وكذلك الزيادات التي سبق تخريجها، فهي صحيحة ثابتة)([1071]).

محاولات أهل السنة للتشويش على هذا الحديث

تعرض هذا الحديث شأنه شأن الأحاديث والفضائل الأخرى لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين إلى شيء من التشويش ومحاولة التغطية والتعمية على ألفاظه أو مداليله، وفيما يأتي جملة من تلك المحاولات:

1: محاولتهم إقحام نبي الله عيسى ويحيى في ضمن الحديث

لم ترض الدولة التي حكمت المسلمين، ولا محدثو أهل السنة ورواتهم وعلماؤهم، أن تكون لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أو لأحدهم فضيلة مستقلة، يمتازون بها عن غيرهم، لان السياسة التي قام عليها الفكر السني، قائمة ومنذ اليوم الأول على

[1069] فيض القدير في شرح الجامع الصغير للمناوي ج3 ص550.

[1070] تحفة الأحوذي للمباركفوري ج 10 ص 186.

[1071] السلسلة الصحيحة للألباني ج2 ص438.