ان الأحاديث التي وردت عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في حق ابنته وبضعته السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها يفسر بعضها بعضا، فقد ورد التعبير عن السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها بـ(سيدة نساء العالمين) أو (سيدة نساء أهل الجنة) أو (سيدة نساء المؤمنين) كما في الحديث المروي في صحيح البخاري ومسلم ومسند احمد (...أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين...)([966])، وفي أحاديث أخرى ورد التعبير عنها صلوات الله وسلامه عليها (أفضل نساء أهل الجنة) كما في الحديث الذي أخرجه احمد بن حنبل في مسنده عن: (ابن عباس قال خط رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم في الأرض أربعة خطوط قال تدرون ما هذا فقالوا الله ورسوله اعلم فقال رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران رضي الله عنهن أجمعين)([967]) فدل وبوضوح ان السيادة في قوله صلى الله عليه وآله وسلم هي بمعنى التفضيل.

فيصبح كلام ابن حزم وإشكاله بان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر السيادة ولم يذكر الفضل لا معنى له وهو كلام لا يقوله عالم متتبع للآثار والسنة النبوية المطهرة، لان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ذكر الفضل في أحاديث أخرى، فإذا عطفنا أحاديث الفضل على أحاديث السيادة تبين أن معنى السيادة هنا هو الفضل، ويتبين أيضا تدليس ابن حزم وكذبه.

2: لا يمكن لحديث الثريد من معارضة حديث (سيدة نساء العالمين) و(سيدة نساء أهل الجنة)

ان حديث الثريد المزعوم وان ذكر فيه التفضيل صريحا ولكن هيهات أن يعارض أو يساوي حديث (سيدة نساء العالمين) أو (سيدة

[966] صحيح البخاري ج 4 ص 183.

[967] المصدر السابق ج1 ص293.