responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 410
صالحا يؤتها الله ضعفين من الأجر، كما قال تعالى: ((وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا)).

إذن فمجرد كونهن زوجات لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يكون فضلا وفخرا لهن ما لم تنظم إليه التقوى والعمل الصالح، ولو كان مجرد كون المرأة زوجة للرسول أو النبي يصيرها أفضل أهل زمانها لما ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ))([961])، فإطلاق القول بأفضلية نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم على سائر النساء قول لا يتماشى مع روح القرآن وجوهره.

3: ان الأفضلية في الآية تخص الثواب والعقاب لا غير

نحن لا نسلم لابن حزم ولا لغيره بأن قوله تعالى ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ)) ينص أو يشير إلى أفضليتهن على سائر النساء مطلقا، وبمعنى آخر ان الأفضلية هنا ليست إلا من حيث الثواب والعقاب، فالآيات كلها تتحدث عن تكليفهن بتكاليف معينة وترتيب الأثر الشرعي والجزائي على هذه التكاليف، فبعد تخييرهن بين الحياة الدنيا وزينتها وبين تسريحهن سراحاً جميلاً جاء الجواب لمن اختارت الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ((فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا))، ولابد من التأكيد على كلمة ((أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ)) إذ القرآن لا يرى مجرد اختيارهن لله ولرسوله فضيلة تعصمهن فيما يأتي من قابل أيامهن.

وبعد تحذيرهن بقوله سبحانه ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ)) يأتي الجزاء والأثر لمن تأتي بالفاحشة المبينة بقوله ((يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)).

ثم يبين سبحانه ان المضاعفة لا تختص بالعذاب أو النكال فقط، بل تكون للحسنات والثواب أيضا، فمن تقنت منهن وتعمل صالحا تؤت


[961] سورة التحريم الآية رقم 10.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست