2: ان رواته متهمون بالانحراف عن أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فلا يقبل منهم حديثهم بسبب الخصومة

ان كلاً من أبي موسى الأشعري وقرة بن إياس وابنه معاوية بن قرة متهم بالولاء للأمويين، ولجهات كانت معروفة بالعداوة والنصب لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فيكونون من المتهمين الذين لا يقبل قولهم في حق خصومهم بسبب العداوة المذهبية أو التعصب غير الشرعي.

أما انحراف أبي موسى الأشعري عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب * فهو أشهر من نار على علم، وقد شهد عليه عمار بن ياسر بالنفاق وان رسول الله قد لعنه ليلة الجبل ويقصد بها ليلة العقبة، فقد أخرج المتقي الهندي في (كنز العمال): (عن أبي نجاء حكيم قال: كنت جالسا مع عمار فجاء أبو موسى فقال: ما لي ولك؟ ألست أخاك؟ قال: ما أدري ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم يلعنك ليلة الجبل، قال: إنه قد استغفر لي، قال عمار: قد شهدت اللعن ولم أشهد الاستغفار)([926])، لكن حديث عمار بن ياسر هذا لم يرق لعبد الله بن عدي، فشن عليه حملة في كتابه (الكامل) قائلا: (وهذا الحديث يروى من هذا الطريق ويرويه هذا الشيخ محمد بن علي بن خلف ومحمد بن علي هذا عنده من هذا الضرب عجائب وهو منكر الحديث والبلاء فيه عندي من محمد بن علي بن خلف)([927]).

إلا أن تضعيفه لمحمد بن علي بن الخلف المعروف بالعطار ورمي أحاديثه بالنكارة لم ينفع ابن عدي، لان الخطيب البغدادي اخرج توثيقا صريحا له نقله عن محمد بن منصور بقوله في (تاريخ بغداد): (محمد بن علي بن خلف، أبو عبد الله العطار الكوفي... سمعت محمد بن منصور يقول: كان محمد بن علي بن خلف ثقة مأمونا حسن

[926] كنز العمال للمتقي الهندي ج 13 ص 608.

[927] الكامل لعبد الله بن عدي ج 2 ص 362.