responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 389
فضائل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ولم تكن فضائل السيدة فاطمة الزهراء - بمستثناة من تلك الحرب الضروس التي شنت على فضائل أمير المؤمنين *، فمثلما كانت الحرب شديدة وقاسية ضد فضائل الرجال، كذلك كانت قاسية وضروساً في ساحة فضائل النساء، فالحرب نفس الحرب والأهداف نفس الأهداف والغايات في كلا الحربين واحدة.

وقد أوضحنا في أوراق سابقة من هذا البحث، ان حياة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كانت مليئة بتصريحات لا تعد ولا تحصى في حق أهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وان كفتهم كانت مثقلة بآيات كثيرة وأحاديث جمة نطقت بتفضيلهم والثناء عليهم وجعلهم في مرتبة لا يطمع في إدراكها طامع، وهي إلى الآن وعلى الرغم من تعاضد قوى الظلام وسياسات الشر على طمسها وتحريفها وإخفائها تشع كالشمس في رابعة النهار أو كالقمر المنير في الليلة الحالكة الظلام، فكيف يا ترى كانت ستكون لو لم يمارس ضدها ذلك الإرهاب الفكري الذي طمس كثيرا من معالمها وملامحها ورونقها.

وكذلك أوضحنا ان الذين تسلقوا كرسي الحكم بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كانوا فقراء من حيث التأييد والتزكية والتفضيل، ولكن وبعد أن جرت الدنيا بأيديهم، وسيطروا على الأموال والدماء، تغيرت الأوضاع وتبدلت الأحوال، فصار الذي قد كان بالأمس ينادي عليه أبو سفيان (غلبكم على هذا الأمر أذل أهل بيت في قريش)([918])، والذي يصف نفسه مخاطبا الطائر بقوله: (طوبى لك يا طير والله لوددت أني كنت مثلك، تقع على الشجرة وتأكل من الثمر ثم تطير وليس عليك حساب ولا عذاب، والله لوددت أني كنت شجرة إلى جانب الطريق مر علي جمل فأخذني فأدخلني فاه فلاكني ثم إزدردني ثم أخرجني بعرا ولم أكن بشرا)([919])، فصار مثل هذا الإنسان البسيط القدر


[918] هذا الكلام قاله أبو سفيان قاصدا به أبا بكر بعد بيعته في السقيفة، راجع: المصنف لعبد الرزاق الصنعاني ج 5 ص 451.

[919] وهذا أيضا مما قاله أبو بكر على نفسه كما في المصنف لابن أبي شيبة الكوفي ج 8 ص 144، وراجع أيضا كنز العمال للمتقي الهندي ج 12 ص 528.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 389
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست