responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 373
بحسب الظاهر مما اضطره اختيارا أو إجبارا إلى كتابة كتاب آخر أسماه (فضائل الصحابة)، ولكن المتعصبين لم يكتفوا منه بهذا القدر من التنازل والاعتذار، حتى طلبوا منه أن يكتب في فضائل معاوية بن أبي سفيان، حتى لا يكون لعلي فضائل وليس لمعاوية مثلها، لان ذلك انتقاص لمعاوية وإعلاء لشأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، فلما رفض إعطاءهم سؤلهم والنزول عند رغباتهم ضربوه ضربا مبرحا أمرضه وأدى به إلى الوفاة، قال أبو بكر المأموني بعد كلامه المتقدم: (ثم صنف بعد ذلك كتاب فضائل الصحابة وقرأها على الناس وقيل له وأنا حاضر ألا تخرج فضائل معاوية فقال أي شيء أخرج اللهم لا تشبع بطنه وسكت، وسكت السائل)([894]).

لكن هذا السكوت كان بمنزلة الهدوء الذي يسبق العاصفة، فقد طولب مرة أخرى بذكر فضائل معاوية بن أبي سفيان وروايتها وبعد رفضه للانصياع حدثت الفضيحة، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: (سمعت علي بن عمر يقول: كان أبو عبد الرحمان النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار، وأعلمهم بالرجال، فلما بلغ هذا المبلغ حسدوه فخرج إلى الرملة، فسئل عن فضائل معاوية، فأمسك عنه، فضربوه في الجامع. فقال: أخرجوني إلى مكة، فأخرجوه إلى مكة وهو عليل، وتوفي بها مقتولا شهيدا)([895]).

وقال ابن الأثير: (وقال الدارقطني: كان أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح من السقيم من الآثار، وأعرفهم بالرجال، فلما بلغ هذا المبلغ حسدوه فخرج إلى الرملة، فسئل عن فضائل معاوية فأمسك عنه فضربوه في الجامع، فقال: أخرجوني إلى مكة، فأخرجوه وهو عليل، فتوفي بمكة مقتولا شهيدا، مع ما رزق من الفضائل رزق الشهادة في آخر عمره)([896]).

وقال ابن الأثير في موضع آخر: (أنه إنما صنف الخصائص في فضل علي وأهل البيت، لأنه رأى أهل دمشق حين قدمها في سنة ثنتين


[894] تهذيب التهذيب لابن حجر ج 1 ص 33.

[895] تهذيب الكمال للمزي ج 1 ص 338 ــ 339.

[896] البداية والنهاية لابن كثير ج 11 ص 141.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست