responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 356
أبي بكر بالضعف أيضا، وإلا فقدحهم بحديث الطير وتصحيحهم لحديث الخلة ترجيح بلا مرجح.

وان قيل ان حديث الخلة متواتر لتعدد طرقه وكثرتها والمتواتر لا يلتفت إلى ضعف بعض طرقه لان حجيته تابعة لتواتره وليس لصحة طرقه وضعفها، قلنا ان حديث الطائر المشوي أولى بتطبيق هذه القاعدة عليه، لان طرقه كثيرة جدا تفوق حديث الخلة في الكثرة والجودة، فلو لم يلتفت إلى ضعف حديث الخلة لتواتره، لوجب عليهم أيضا عدم الالتفات لضعف بعض طرق حديث الطير، ولكان تواتره جابرا لضعف بعض طرقه.

ثالثا: ان هذه الخلة المزعومة لم تقع أصلا، وحديث الطير قد وقع فكيف يصح من ابن تيمية وغيره معارضة ما هو واقع ومتحقق بما لم يقع ولا تحقق، وبعبارة أخرى ان النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم حينما طلب من رب العزة جل وعلا أن يأتي له بأحب الخلق إليه ليأكل معه من ذلك الطائر، قد وقع ذلك فعلا، فجاء الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فأكل من ذلك الطائر، فتحقق له وصف أحب الخلق إلى الله سبحانه.

أما حديث الخلة فلو سلمنا بصحته جدلا، فانه لا يثبت لأبي بكر فضيلة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يصيره خليله واقعا، واكتفى بإعطائه صفات يشترك فيها مع سائر الصحابة، ففي بعض النصوص: (ولكن أخوة الإسلام ومودته)([850])، وفي بعضها: (لكن خلة الإسلام أفضل)([851])، وفي بعضها (ولكنه أخي وصاحبي)([852])، وفي بعضها (ولكن أخوة الإسلام أفضل)([853])، وأمثال هذه الأوصاف العامة التي لا تفيد زيادة كرامة ولا أفضلية، فإخوة الإسلام ومودته والصحبة والأخوة في الدين متحققة بين النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وبين جميع أمته وصحابته، كما انها متحققة بين الصحابة أنفسهم، وبين


[850] صحيح البخاري للبخاري ج 1 ص 120.

[851] المصدر نفسه.

[852] فضائل الصحابة للنسائي ص 3.

[853] مسند ابن راهويه لإسحاق بن راهويه ج 2 ص 22.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست