responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 257
المكتوب، أما المحفوظ فيموت مع موت حافظيه.

ولهذا السبب سارع عمر بن عبد العزيز وهشام بن عبد الملك بجمع السنة النبوية التي ارتضتها الحكومات التي سبقت حكومته، ومنه نفهم سبب إصرار عمر ابن عبد العزيز بالتأكيد على عماله بجمع سنة عمر وعائشة وأحاديثهما، وهو دليل على انه إنما كان بصدد جمع سنة معينة مخصوصة في مقابل سنة معينة مخصوصة وهي التي كان الإمامان الصادق والباقر صلوات الله وسلامه عليهما يبثانها بين الناس.

أما هشام بن عبد الملك فقد وجد نفسه وجميع ما سنه الأمويون بين سنتين، بين سنة الإمامين الباقر والصادق التي ليس لآل أمية فيها أي رواية أو تشريع، وبين سنة عمر بن عبد العزيز الذي سعى لإحياء سنة الشيخين وعائشة كما تقدم، والتي لم يكن له ولا لآبائه فيها نصيب يذكر، فلحفظ مآثر آبائه وما ابتدعوه من الأحكام والسنن اجبر ابن شهاب على التدوين والتأصيل لسنة عثمان بن عفان ومعاوية بن أبي سفيان وأضاف عليها ما الله اعلم به.

14: ثم جاء العهد العباسي المقيت فشدت الدولة منذ بداية نشوئها العزم على إعادة التركيبة العقائدية والفكرية للمسلمين بما يتناسب مع آراء الدولة العباسية الجديدة وطموحاتها وأهدافها والتي كانت واحدة من أهم أولوياتها إبقاء أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وكل ما يعنى بشؤونهم تحت التعتيم القديم الذي مورس ضدهم منذ استشهاد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وبدأت حملة جديدة لتدوين الحديث والسنة النبوية وغيرها من السنن، وعلى نطاق أوسع مما كان عليه في العهد الأموي، ولكن هذا التدوين تسبب في مشاكل أكبر، ومن هذه المشاكل:

أن تلك الروايات المكذوبة قبل التدوين العباسي كانت تموت بموت ناقليها ومخترعيها، أما بعد التدوين العباسي فقد كانت تثبت في الكتب فتبقى وتصير بعد تطاول الزمن والاحتياج إليها صحيحة.

ومنها ان حركة التدوين في العصر العباسي قد خضعت لسيطرة الدولة من جهة ولسيطرة المذاهب الفقهية والعقائدية من جهة أخرى، فكل رمز من رموز أهل السنة، له عقيدة خاصة ومذهب

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست